أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الاثنين بالنواصر، على تدشين المحطة الصناعية المندمجة الخاصة بمهن صناعة الطيران والفضاء "ميدبارك"، وعلى إعطاء انطلاقة أشغال بناء، داخل المحطة، لأول مصنع بإفريقيا تابع للشركة الكندية المتخصصة في صناعة الطائرات "بومبارديي"، بما يعطي دفعة قوية للاستراتيجية الوطنية للتنمية الصناعية "مخطط الإقلاع الصناعي". (ماب) وتؤشر هذه المشاريع، بقوة، على الإرادة الراسخة لجلالة الملك للارتقاء بقطاع صناعة الطيران إلى مستويات جد عالية من التنافسية، وتعزيز المكتسبات في ما يتعلق بعرض البنيات التحتية الصناعية، ومنح المزيد من الوضوح في الرؤية للمستثمرين، الوطنيين و الأجانب. وتمتد المحطة الصناعية المندمجة "ميدبارك"، التي تصل تكلفتها الإجمالية إلى 887,6 مليون درهم، على مساحة 124,4 هكتارا تمت تهيئتها من خلال شطرين، وسيوفر الأول، الممتد على مساحة 63 هكتارا، الذي دشنه جلالة الملك أمس، فضاء صناعيا ذا جودة، يستجيب لحاجيات المستثمرين ويواكب زخم التنمية التي يشهدها قطاع صناعة الطيران في الوقت الراهن. ويستفيد هذا المشروع الواعد ، الذي يروم إيجاد أرضية صناعية خاصة بصناعة الطيران، بما في ذلك الأنشطة ذات الصلة (فضاء، سلامة، استشعار)، والإلكترونيك، واللوجيستيك الصناعي، إلى جانب أنشطة أخرى ، من وضعية المنطقة الحرة للتصدير، فضلا عن المزايا المترتبة عن قربها من مطار محمد الخامس الدولي وميناء الدارالبيضاء. وسيمنح مصنع "بومبارديي"، الأول الذي يفتح أبوابه بمحطة "ميدبارك"، والذي أعطى انطلاقة أشغاله جلالة الملك، حفظه الله، دينامية جديدة لتنمية قطاع صناعة الطيران، اعتبارا للانعكاسات الاقتصادية المنتظرة على مستوى الرفع من الصادرات المغربية وتنمية النسيج الصناعي المحلي. وسيمكن مشروع "بومبارديي" الذي سترصد له استثمارات بقيمة 200 مليون دولار أمريكي، عند الشروع في استغلاله، من إحداث 850 منصب شغل مباشر و4400 منصب غير مباشر. وسينتج مصنع بومبارديي -المغرب، الذي سينجز على ثلاثة أشطر، معدات أنظمة التحكم في الطيران الخاصة بطائرات الأعمال التي تنتجها "ليرجيت 70 و75" وطائراتها التجارية من صنف "سي إير جي". ويأتي استقرار "بومبارديي" بالمغرب، لينضاف إلى أكبر الشركات العالمية (إيدس، بوينغ، مجموعة سافران، داهير، سوريو، زودياك آيروسبيس، إير فرانس آندوستري...)، بما يؤكد، مرة أخرى، قدرة المملكة على احتضان أرضية لصناعة الطيران ذات جودة. ويظل نجاح أنشطة هذه الشركات العالمية رهينا بتوفر الكفاءات المؤهلة وأحيانا ذات الاختصاص. ولهذه الغاية، تم إيلاء أهمية خاصة لتكوين الموارد البشرية، لاسيما في قطاع صناعة الطيران. وانعكس هذا الاهتمام من خلال تدشين صاحب الجلالة بالنواصر لمعهد مهن الطيران (6 ماي 2011)، والمعهد المتخصص في معدات الطائرات ولوجستيك المطارات (11 شتنبر 2013). و قام صاحب الجلالة، بهذه المناسبة، بزيارة أحد أوراش الربط المخصصة لاستقبال المقاولات و تسهيل استقرارها بالمحطة. وتميز تدشين المحطة الصناعية المندمجة "ميدبارك"، أيضا، بترؤس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيده الله ، لحفل التوقيع على أربع اتفاقيات استثمار بين الدولة وشركات تنشط في قطاع الطيران، واتفاقيتين لإحداث صندوق للاستثمار مخصص لقطاع صناعة الطيران وتأمين تزويد المحطة الصناعية بالكهرباء. وستتيح اتفاقيات الاستثمار الأربع، للشركات الموقعة الحاملة لمشاريع ترتبط بقطاعات الصيانة، وصناعة التجهيزات الإلكترونية والخاصة بميكانيك الطائرات، ومعالجة السطح وتجميع وتعديل مكونات الطائرات، الاستفادة من مساعدة مالية. ومن شأن هذه المشاريع التي يصل مبلغ الاستثمارات الإجمالي المرصود لها إلى أزيد من 120 مليون درهم، إحداث 268 منصب شغل جديد مباشر كما ستمكن من إحداث رقم معاملات إجمالي قدره 403 ملايين درهم. وبهذه المناسبة، وشح جلالة الملك عددا من الشخصيات المغربية والأجنبية. وهكذا وشح جلالته المدير العام المنتدب لمجموعة "سافران" مارك فونتر، بالوسام العلوي من درجة قائد. كما وشح صاحب الجلالة بالوسام العلوي من درجة ضابط، كلا من تييري فيفريي رئيس شركة "زودياك آيروسبيس- المغرب" والمدير الصناعي لمجموعة "زودياك"، وبرونو كوت، المدير العام المساعد بمجموعة "سافران"، والمدير العام لشركة "ليزي آيروسبيس" جان لويس كولديرس. ووشح جلالته بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، كلا من أيوب الداودي، المدير العام لشركة "سوريو المغرب"، وزينب مرزاق، المسؤولة عن وحدة إنتاجية مستقلة بشركة "ماتيس المغرب"، ورؤوف مستحسن المدير العام لشركة الدراسات وإنتاج معدات الطيران "إيفوا"، وعبد الواحد رحال، رئيس قسم صناعات السيارات والإلكترونيك وأجزاء الطائرات بوزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة. حضر هذا الحفل، رئيس الحكومة، ورئيسا غرفتي البرلمان، ومستشارو صاحب الجلالة، وعدد من أعضاء الحكومة، وبعض ممثلي السلك الديبلوماسي المعتمد بالرباط، وفاعلون اقتصاديون ومن عالم الأعمال، وعدد من المتدخلين في قطاع صناعة الطيران.