دقت جمعية "الماء والطاقة للجميع" وجمعية "تنمية بلاحدود"، ناقوس الخطر من تبعات التحديات التي يواجهها المغرب في مجال الماء، تبعا لانخفاض نصيب الفرد المغربي من الماء. جانب من فعاليات التظاهرة المنظمة لتحسيس الناشئة بحماية الماء والطاقة انخفض هذا النصيب من 2500 مترا مكعبا سنة 1960 إلى حوالي 720 متر مكعب حاليا، مع انخفاض الطاقة الاستيعابية التخزينية للسدود، إضافة إلى التفاوت الكبير في توزيع المياه بين المناطق. ومن أبرز التحديات التي يواجهها المغرب، إشكاليات تدبير ندرة الماء والاستغلال المفرط لهذه المادة الحيوية، وارتفاع وتيرة التلوث، إلى جانب مواجهته تحديات مستقبلية، ستكون أكثر تعقيدا ترتبط بالتقلبات المناخية وتزايد الحاجيات المائية، والضغط الكبير على المياه الجوفية، التي تعتبر رصيدا استراتيجيا للمغرب. وهي المعطيات التي كشفت عنها جمعية الماء والطاقة للجميع، خلال أشغال التظاهرة الدراسية والتحسيسية والثقافية حول الماء، التي نظمتها الجمعية، أخيرا في بني ملال، بشراكة مع وكالة الحوض المائي لأم الربيع، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للماء. وأبرز فاعلو الجمعية أن "المستقبل سيكون كارثيا إذا لم تتخذ التدابير الملائمة في الوقت المناسب، إذ لا خيار آخر سوى اعتماد الحكامة في تدبير واستغلال الموارد المائية"، إذ ترى الجمعية أن المحافظة على الماء لن تتم إلا بمراجعة وتفعيل قانون الماء، رقم 10.95، وبلورة ومراجعة النصوص التنظيمية، وإقرار ونشر مشاريع النصوص التطبيقية المتبقية لتفعيل قانون الماء. وركزت أشغال التظاهرة على حث المشرع على مراجعة القوانين المنظمة للماء والطاقة في المغرب، بمشاركة وتأطير عدد من المتخصصين في هذا الميدان، والخروج بعدد من التوصيات التي تصب في بلورة بنود جديدة تسهم في إيجاد بعض الحلول الناجعة لقطاعي الماء والطاقة، والاستفادة العادلة والتضامن بين الجهات في الثروة المائية، خصوصا بين الشمال والجنوب. وتميزت التظاهرة بتدشين مجسم لمحطة بيداغوجية لتوليد الطاقة الكهربائية من تدفق المياه بمنتزه عين أسردون، إلى جانب تنظيم يوم دراسي تضمن عرضا حول الإشكالات القانونية في مجالي تدبير الموارد المائية والطاقية في المغرب. وتضمنت التظاهرة، تنظيم ورشات حول التشريع في مجال الماء والطاقة، والتأكيد على أهمية الطاقات المتجددة في المجال الفلاحي، إضافة إلى توزيع مطويات أمام المساجد، وتنظيم مسابقات لفائدة التلاميذ، وعروض علمية للطلبة الباحثين بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وعروض فنية للتلاميذ. التعهد بالمحافظة على الماء وقعت جمعية الماء والطاقة للجميع على ميثاق شرف، من خلاله تتعهد باحترام حق كل فرد بولوجه إلى الماء، وبالمحافظة على جودة الماء وحمايته من كل تلوث، وعدم الإسراف والتبذير في استعمال الماء، انطلاقا من التفكير في كل الذين يعانون العطش بسبب ندرة الماء في مناطق عدة من كوكب الأرض، مع الإبلاغ عن كل تسرب للماء، سواء كان شروبا أو عادما. وتتعهد الجمعية بالمحافظة على التوازن الإيكولوجي والتنوع البيئي، وغرس النباتات للمشاركة في خلق عالم أخضر، مع جمع النفايات ووضعها في الأماكن المخصصة لها، والمحافظة والعمل على صيانة تجهيزات شبكة الصرف الصحي، وحث الأقرباء والأصدقاء على احترام مقتضيات هذا الميثاق والانخراط فيه. يأتي ذلك تبعا للأهداف المسطرة من قبل الجمعية، التي ترمي إلى المحافظة على الثروات الطبيعية والموارد المائية عبر تدبير معقلن، والمحافظة على البيئة عبر الانخراط في الميثاق البيئي، والعمل على تعميم الولوج إلى الماء والكهرباء والتطهير خاصة في المجال القروي ومؤسساته التعليمية. كما تهدف الجمعية إلى التحسيس المستمر مع مستعملي المياه، من جميع الشرائح على الصعيدين الوطني والجهوي، ومنها المؤسسات التعليمية، والقطاع الفلاحي والصناعي، مع رصد الاختلالات والعمل على معالجتها في مجالات الماء التطهير والطاقة والبيئة، وتحقيق التنمية البشرية والاقتصادية والتنمية المستدامة. وترمي الجمعية إلى العمل على تعميم الولوج إلى الماء الصالح للشرب، والصرف الصحي والطاقة، طبقا لمنطوق الدستور وبتسعيرة مناسبة، مع التحسيس المتواصل بأهمية ترشيد استعمال المياه، والطاقة والمحافظة على البيئة لتحقيق ظروف معيشية جيدة للجميع، والعمل على تربية الناشئة لتحقيق مواطنة بيئية، والترافع والعمل مع كل الفعاليات لتحقيق هذه الأهداف.