سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وجدة تحتضن أشغال الندوة العلمية الأولى للدورة 17 لجامعة مولاي علي الشريف تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة حول موضوع السلطان سيدي محمد بن يوسف.. من البيعة إلى النداء السلطاني لسنة 1939
افتتحت، أمس الجمعة، بوجدة٬ أشغال الندوة العلمية الأولى للدورة 17 لجامعة مولاي علي الشريف بوجدة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حول موضوع "السلطان سيدي محمد بن يوسف.. من البيعة إلى النداء السلطاني لسنة 1939". وأكد عبد الحق المريني٬ مؤرخ المملكة الناطق الرسمي باسم القصر الملكي٬ في كلمة افتتاحية بمناسبة هذه الندوة التي تنظمها وزارة الثقافة على مدى يومين٬ أن الأنشطة الثقافية والفكرية لجامعة مولاي علي الشريف تضمنت٬ منذ نشأتها سنة 1989، إبراز الإنجازات الحضارية للدولة العلوية الشريفة، خاصة بناؤها لأسس الدولة المغربية القوية، منذ قدوم الحسن الداخل إلى المغرب من ينبع النخيل بالحجاز واستقراره بمنطقة تافيلالت، التي أصبحت مهد الدولة العلوية ومنطلقا لتوحيد مناطق المغرب من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. وأكد أن دورات هذه الجامعة التي بلغت سبع عشرة دورة من سنة 1989، إلى هذه السنة خصصت لدراسة عهود السلاطين العلويين وتطرقت مواضيعها إلى كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لهذه العهود. وأشار إلى أن الدورات المخصصة لعهد المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه تمتاز بالندوة الافتتاحية بمدينتي الريصاني والرشيدية السنة الماضية، التي حظيت بالرسالة الملكية السامية، التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه الجامعة، والتي أكد فيها جلالته تطلعه إلى أن تعكس أبحاث الدارسين والمؤرخين والمشاركين في هذه الدورة، الأهمية الكبرى والحقائق الموضوعية التي تحفل بها هذه الفترة المحمدية، وأن تتم الاستفادة من مختلف الأبحاث القيمة المنجزة حول هذا الموضوع، خلال خمسين سنة الماضية. من جهته٬ أكد وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، أن هذا الملتقى العلمي يعد تجسيدا ناجحا لإرادة الوزارة واللجنة العلمية في الرقي بهذه الجامعة، من خلال إضفاء مزيد من الإشعاع على أشغالها٬ مشيرا إلى أن هذه الجامعة، التي كانت تنظم سنويا بمدينة الريصاني، منذ سنة 1989، كانت تجربة غنية قدمت إضافات إلى البحث التاريخي، من خلال الندوات والنقاشات والإصدارات، التي توثق لكل دورة. وأضاف أنه من الطبيعي أن يحفز تراكم هذه التجربة على الانتقال بالجامعة إلى صيغة تنظيمية أكثر امتدادا في الزمان والمكان٬ مشيرا إلى أنه تم بذلك إدخال العديد من التعديلات عليها أهمها الانفتاح الذي يكمن في التنظيم الدائر لندوات الجامعة على العديد من مدن المملكة. من جانبه٬ شدد والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنكاد، محمد مهيدية، على دور أعضاء اللجنة العلمية الساهرة على إعداد ندوات جامعة مولاي علي الشريف، وتنظيم حلقاتها على مدى 20 سنة الماضية، مستهدفة بذلك التواصل مع حقائق التاريخ ومتطلعة إلى استحضار المحطات الكبرى، التي عرفتها بلادنا من أجل الحرية والاستقلال، وتضحيات رجالاتها بقيادة بطل التحرير ورمز الفداء جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، طيب الله ثراه. وأكد أن الجهود المبذولة من طرف القائمين على شؤون هذه الجامعة كان لها الأثر الكبير في تعميق الوعي لدى الأجيال الصاعدة، وتعريفهم بمدى ترابط حلقات تاريخ المملكة المجيد. واستحضر رئيس الجماعة الحضرية لوجدة، عمر حجيرة٬ بدوره٬ العلاقة التي تربط الملوك العلويين بمدينة وجدة المناضلة، التي كانت في مقدمة المنطقة الشرقية من المملكة في الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية وسلامة حدوده وكرامة أبنائه، خاصة في العهد المحمدي الطافح بالنضالات والصراعات مع المحتلين الغاضبين. وتميزت الجلسة الافتتاحية، أيضا، بتقديم شهادة للأستاذ محمد علال سيناصر، حول السلطان سيدي محمد بن يوسف٬ وعرض شريط وثائقي خاص عن 50 سنة على زيارة جلالة الملك محمد الخامس لمحاميد الغزلان٬ بالإضافة إلى افتتاح معرضين للكتاب والأبحاث، وكذا الوثائق والصور حول السلطان سيدي محمد بن يوسف. وستتواصل أشغال هذه الندوة بتنظيم جلستين علميتين ستعرف تقديم عروض ومداخلات من طرف أساتذة وباحثين حول مواضيع من قبيل "السلطان سيدي محمد بن يوسف وتدشين مصطاف السعيدية سنة 1934"٬ و"زيارة السلطان سيدي محمد بن يوسف إلى مدينة وجدة ونواحيها"٬ و"البوادر التأسيسية لمؤسسة المجلس الأعلى للسلطة القضائية على عهد السلطان سيدي محمد بن يوسف".