احتضنت مدينة تطوان٬ أمس الأربعاء٬ يوما دراسيا بمشاركة خبراء مغاربة وإسبان٬ لمناقشة وعرض آليات أجرأة وتنفيذ برنامج العبر الحدودي للمطارح المستدامة وتأهيل المفرغ العمومي وذلك بهدف تقليص التلوث بمطارح النفايات وتأهيل المفرغ العمومي الذي سيتم إنجازه بتطوان بدعم من الحكومة المغربية والاتحاد الأوروبي. وأكدت مداخلات الخبراء المغاربة والإسبان٬ خلال هذا اليوم الدراسي٬ الذي نظمته الجماعة الحضرية لتطوان٬ بتنسيق مع المصالح البيئية لتدبير النفايات بمدينتي مالقة وألمرية الإسبانيتين٬ أن هذا البرنامج سيمكن من تنفيذ الإجراءات الأكثر فعالية للحد من التلوث٬ ومراقبة ومعالجة الغازات والعصارات بشكل يحافظ على المحيط الطبيعي٬ وتحليل المخاطر البيئية والاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن المطرح العمومي بتطوان٬ الذي يلبي متطلبات 320 ألف نسمة. كما سيمكن هذا البرنامج٬ حسب الخبراء٬ من الوقاية من أضرار النفايات التي يستقبل منها مطرح تطوان يوميا نحو 450 طن٬ والتخلص منها بطريقة عقلانية من الناحية الإيكولوجية٬ وتثمين النفايات بإعادة استعمالها وتدويرها من أجل الحصول منها على مواد قابلة للاستعمال من جديد في توليد الطاقة٬ والحد من تلوث المياه السطحية والجوفية والتلوث الحضري. ويشتمل هذا البرنامج على مشروع أولي لتهيئة المفرغ سينطلق إنجازه في شهر فبراير القادم٬ وتموله وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة ووزارة الداخلية والجماعة الحضرية لتطوان٬ بغلاف مالي يقدر بنحو 21 مليون درهم٬ ودعم تقني ومالي من البرنامج الإسباني العبر الحدودي "ريكونفير"٬ والصندوق الأوروبي للتنمية الجهوية٬ والصندوق الأوروبي "فيدير" بقيمة تبلغ نحو 100 ألف أورو٬ من أجل الرفع من الطاقة الاستيعابية للمطرح الحالي وتعزيز المراقبة البيئية عبر اعتماد تقنية إعادة تدوير عصارة النفايات داخل المكب المغلق. وتم الاتفاق بين المسؤولين الجماعيين لمالقة وألمرية والجماعة الحضرية لتطوان٬ خلال اشغال هذا اليوم الدراسي٬ على برنامج زمني محدد لتدبير الغازات عبر تقييمها واستغلالها كطاقة متجددة من طرف المستثمرين في الميدان٬ ووضع خطة عمل للحد من التلوث المائي والهوائي٬ وإحداث موقع بشبكة الانترنيت٬ باللغات الإسبانية والعربية والفرنسية٬ لعرض جميع الدراسات والتدابير المتخذة من أجل توفير خدمات تبادل المعلومات التي تصدر عن المشروع. وأكد رئيس الجماعة الحضرية لتطوان محمد ادعمار٬ بالمناسبة٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن أهمية هذا المشروع المغربي الإسباني المشترك تكمن في تبادل الخبرات والتجارب بين المناطق المعنية٬ وضمان التدبير المستدام للموارد الطبيعية٬ وتوفير الموارد المالية لتدبير المفرغ العمومي عبر استقطاب مستثمرين في المجال لإنتاج الغاز البيولوجي لتوليد الطاقة٬ في أفق إنشاء مطرح إقليمي بالمنطقة بمواصفات بيئية وحضرية عصرية٬ وإعادة استعمال النفايات لأغراض بيولوجية وطاقية واقتصادية. من جهته٬ قال فرانسيسكو سوريتا إيسكوبار٬ مدير المصالح البيئية للمجموعة الإقليمية لتدبير النفايات بمالقة٬ في تصريح مماثل٬ إن البرنامج المغربي الإسباني المشترك يضع نصب عينيه القيام بتدابير مشتركة في جنوبإسبانيا وشمال المغرب٬ لتقليص التلوث بمطارح النفايات ومراقبته٬ ودعم المبادرات التنموية بشمال المغرب٬ وتحقيق التأهيل الحضري والبيئي للمنطقة والاستفادة من الخبرات المشتركة.