قالت مصادر جمعوية من المحمدية إن السلطات المحلية حجزت، صباح الجمعة الماضي، شاحنتين محملتين بمواد غذائية يشتبه في كونها فاسدة، كانت معبأة في علب مصابة بالصدأ، وموجهة للاستهلاك من طرف تلاميذ مدرسة البيروني. وأوضح محمد الطيباني، عضو شبكة التعليم الابتدائي بالمحمدية، ورئيس جمعية التحدي للتنمية الاجتماعية بحي الرشيدية، ل "المغربية"، أن السلطات المحلية حجزت شاحنتين محملتين بمواد غذائية داخل مدرسة البيروني، وأخذت عينات من مواد "كاشير" لمعرفة مدى صلاحية استهلاكها، في إطار تحقيق فتح في الموضوع. وذكر الطيباني أنه قدم استقالته من رئاسة جمعية آباء وأولياء التلاميذ، بسبب عدد من "الخروقات بمدرسة البيروني، تتمثل في تقديم مواد غذائية فاسدة للتلاميذ، وعدم توفر المطعم المدرسي على معايير السلامة الصحية". وسبق أن تحدث عدد من الآباء عن إصابة أبنائهم بوعكات صحية بسبب تناولهم مواد انتهت صلاحيتها، يضيف الطيباني، كما سبق أن وزعت المدرسة نفسها على التلاميذ فرشاة الأسنان ومعجونا منتهيي الصلاحية. وكانت "الخروقات" المسجلة على مستوى المؤسسة التعليمية موضوع مراسلة وجهتها جمعية آباء وأولياء التلاميذ، يقول الطيباني، إلى نيابة التعليم بالمحمدية، كما كانت موضوع لقاء سابق مع النائبة. وسبق أن طلب الطيباني، حسب إفادته من نائبة التعليم بالمحمدية، نقل مطعم مدرسة البيروني إلى العالم القروي، مع انتقاد افتقاده لشروط السلامة الصحية. وأكد الفاعل الجمعوي أنه في ظل غياب مغسلة خاصة بالمطعم، يجري غسل الأواني بالمرحاض، كما تحضر الوجبات الغذائية في فضاء قريب من المطعم، مشيرا إلى أن غياب قاعة للتخزين، يجعل تجميع المواد الاستهلاكية من قبيل الدقيق وبعض القطاني يكون في إدارة المؤسسة. من جهته، ذكر مسؤول بمدرسة البيروني، في توضيح ل "المغربية"، أن المواد التي جرى حجزها بالشاحنة ستخضع للتحاليل، التي ستحدد صلاحية استهلاكها، مشيرا إلى أن اكتشافها يعود إلى 3 أخصائيات في الطب البيطري، الجمعة الماضي، وأن لجنة تتكون من المصالح البيطرية وحفظ الصحة والعمالة تشرف عادة على مراقبة جميع المواد التي توزع على المطاعم المدرسية بالمحمدية. وكانت الشاحنتان المحملتان بالمواد الغذائية موجهة إلى جميع مطاعم مؤسسات التعليم بالمحمدية، وجرى اكتشافها قبل انطلاق توزيعها بمدرسة البيروني، يقول المسؤول، لأن هذه المؤسسة توفر الطعام لعدد من التلاميذ لقربها من العالم القروي، وتعد أول نقطة في عمليات توزيع مواد تستهلك من قبل المطاعم المدرسية بالمحمدية. وذكر المسؤول نفسه أنه سبق أن انتقد بدوره وضعية المطعم، مشيرا إلى أنه ليس من اختصاصه التدخل في شؤونه، وأنه في إطار السهر على السلامة الصحية، وتوفير المواد الغذائية للتلاميذ، وضع إدارة المؤسسة في خدمة تخزين مواد غذائية، وأنه سبق أن لقي ترحيبا حول العملية من قبل المسؤولين عن التعليم بالمحمدية. من جانبه، قال عبد الرحيم زقلوف، نائب رئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ مدرسة البيروني ل "المغربية"، إنه في انتظار انتهاء أشغال بناء قاعات للإطعام المدرسي، يجري الاستعانة بقاعتين للرياضة، وأن الأواني لا تغسل في المرحاض، وإنما في قاعة كانت مخصصة للرياضة. وفي غياب نتائج المراقبة المختبرية، لا يمكن الحديث عن مواد فاسدة، يقول زقلوف، الذي أشار إلى أن هناك فعلا علبا مصابة بالصدأ، غير أن المواد الغذائية الموجودة بداخلها ملففة في مواد بلاستيكية تحمي سلامتها.