كشف مصدر مطلع أن مصالح الأمن في عين تاوجطات، قرب فاس، أوقفت، أول أمس الخميس، مواطنا جزائريا، مبحوثا عنه في ملف يتعلق بالاتجار الدولي في المخدرات، بناء على أمر دولي صادر عن السلطات الأمنية الجزائرية، منذ دجنبر الماضي. وأفاد مصدر "المغربية" أن إيقاف المتهم جاء بناء على تنسيق بين المصالح الأمنية المغربية ونظيرتها الجزائرية، مبرزا أنه جرى تحديد مكان وجود المعني بالأمر، المزداد سنة 1952، بعين تاوجطات، قبل الانتقال لإيقافه. وأوضح المصدر أن المتهم أحيل على محكمة النقض للبت في مسطرة تسليمه إلى السلطات الجزائرية، مشيرا إلى أن الظنين يشكل موضوع أمر دولي بإلقاء القبض عليه، من أجل الاتجار الدولي في المخدرات. وتصدر أوامر إلقاء القبض الدولية، بناء على نشرات تعمم على الدول التي يجمع بينهما تعاون أمني. ويكتسي موضوع النشرات أهمية بالغة في ميدان التعاون الأمني والقضائي الدولي، فهو يستدعي، أولا، تعاونا وثيقا بين أجهزة إنفاذ القانون في مختلف الدول، كما يتطلب، من جهة ثانية، تنسيقا داخل الدولة نفسها بين مختلف أجهزة العدالة الجنائية، سيما بين سلطات التحقيق والادعاء، من جهة، وشعبة الاتصال ومكتب الشرطة القضائية الدولية (الأنتربول)، من جهة ثانية. وتبرز أهمية التنسيق بين الشعبة ومكتب "الأنتربول" في هذا المجال، في أن الأولى تعمل على تعميم الأوامر الدولية بإلقاء القبض الصادرة عن السلطات القضائية الوطنية على الصعيد العربي، في حين يتولى المكتب المركزي الوطني المهمة نفسها على الصعيد الدولي، وهو الموضوع الذي يقتضي مسك المعلومات نفسها وتحليلها ودراستها من الناحية القانونية، قبل المبادرة إلى تعميمها. في المقابل، فإن الأوامر الدولية بإلقاء القبض الواردة من الدول الأجنبية، تحال من أجل التعميم، إما على الشعبة، إذا كان الإجراء المطلوب يهم مواطنا عربيا، أو على المكتب المركزي الوطني إذا كان الإجراء يتعلق بمواطن أجنبي من غير الدول العربية. وهذه العملية وغيرها تحتاج إلى التنسيق الدائم بين المكتبين العربي والدولي، ليتسنى قطع الطريق على الإجرام والمجرمين وحرمانهم من كل ملاذ آمن أو مصادر للتمويل. وجاء إيقاف المتهم الجزائري بعد ساعات من إحالة مصالح الشرطة القضائية بالدارالبيضاء ستة جزائريين على القضاء، بتهمة "التزوير واستعماله قصد تسهيل الهجرة السرية". وكانت العناصر الأمنية للشرطة القضائية بمطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء، تمكنت، أخيرا، من إيقاف الأظناء، بعد أن دخلوا المغرب عبر المطار، وكانوا يرغبون في التوجه إلى مرسيليا بفرنسا، بعد العثور بحوزتهم على جوازات سفر مزورة.