تعكس مختلف المبادرات التي يتخذها المجمع الشريف للفوسفاط في دعم المجال التعليمي والتربوي بمناطق وجوده٬ انخراط هذه المؤسسة الرائدة الفعال والنوعي في تحفيز التنمية الاجتماعية وتحقيق الإقلاع المنشود للمنظومة التربوية على المستوى الوطني على ضوء "ثانوية التميز" التي يعتزم المجمع إحداثها ب"المدينة الخضراء محمد السادس" ببن جرير٬ والتي ستكون مؤسسة متخصصة في مجال العلوم يتمثل أحد أهدافها الرئيسية في العمل على بروز نخبة مثقفة وعلمية تعكس التنوع الاجتماعي للمغرب بمختلف جهاته. هكذا٬ ستشكل هذه الثانوية النموذجية التي تتبنى مقاربة تثمين الكفاءات٬ مجالا حقيقيا للتميز والاستحقاق لكونها تعد بمثابة حاضنة للمتفوقين تيسر لهم ولوج جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنيات ببن جرير٬ علما أن هذه الثانوية ستعتمد نظاما مبتكرا يزاوج بين التربية والثقافة والرياضة ويستجيب لمعايير التنمية المستدامة، حيث سيجري توظيف كافة الإمكانيات التقنية والبسيكولوجية لمساعدة التلاميذ على تعزيز حضورهم والرفع من مستوى اهتماماتهم المعرفية. وسيلتحق خريجو التعليم الإعدادي ب"ثانوية التميز"٬ التي تضم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا العلمية والتقنية٬ حيث يتلقون تكوينا علميا من الدرجة الأولى يتيح لهم الحصول على شهادة الباكالوريا في ظل شروط مثالية للنجاح٬ مع العلم أن الثانوية٬ التي ستشيد على مساحة 10 هكتارات٬ ستشتمل على إقامة للتلاميذ الداخليين توفر لهم كافة شروط الراحة الكفيلة بمساعدتهم على متابعة دراستهم في أفضل الظروف. والحري بالذكر أن الولوج ل"ثانوية التميز"٬ التي جرى تحديد شهر شتنبر 2014، كتاريخ لانطلاق الدراسة بها٬ والتي ستساهم في خلق 600 منصب شغل مباشر و200 منصب غير مباشر٬ متاح أمام كافة التلاميذ المغاربة٬ على أساس معيار الاستحقاق٬ حيث يجري الاختيار على أساس النقط المحصل عليها من طرف التلاميذ٬ علما أن المستحقين المتحدرين من أوساط اجتماعية متواضعة سيستفيدون من منح استحقاق يخصصها لهم المجمع الشريف للفوسفاط. وسيكون بوسع التلاميذ المتفوقين خريجي "ثانوية التميز"، ولوج جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية٬ القلب النابض ل"المدينة الخضراء محمد السادس" ببن جرير٬ التي ستكون من بين أرقى الجامعات على المستويين الوطني والدولي٬ حيث سيراهن عليها المغرب لتطوير مجال البحث العلمي٬ كما ستشكل قطبا علميا وثقافيا وتكوينيا رائدا بجميع المقاييس مما يجعلها٬ بحق٬ خطوة إضافية في مسار عصرنة ودمقرطة تعليم عالي الجودة. وإلى جانب "ثانويات التميز" وبرنامج "مهارات المجمع"٬ الذي يسعى إلى تأهيل الشباب وتحفيز انخراطهم الفعال في النسيج السوسيو- اقتصادي٬ باشر المجمع عدة برامج تهم٬ بالخصوص٬ محاربة الهدر المدرسي، وإحداث معاهد الترقية الاجتماعية والتربوية٬ التي يروم من خلالها المساهمة بشكل فاعل في الدينامية الاجتماعية، التي تشهدها مناطق نشاطه بالحواضر والقرى على حد سواء. وسعيا منه إلى المساهمة الفعالة والنوعية في مجال التربية والتعليم٬ انخرط المجمع الشريف للفوسفاط٬ الذي يعد أكبر مقاولة على الصعيد الوطني٬ في مجهود ذاتي يروم التصدي لظاهرة الهدر المدرسي ومحاربة الأمية٬ حيث رصد لهذا الغرض٬ وفي إطار برنامج "مهارات المجمع الشريف للفوسفاط"٬ ميزانية قدرها 33 مليون درهم ممولة بالكامل من طرفه . وتشكل المجهودات المبذولة من قبل المجمع بغية التخفيف من نسب الأمية والهدر المدرسي في القرى التي يشملها نشاطه الصناعي أو المنجمي٬ مبادرة نموذجية تدل على وعي مؤسساتي متزايد بضرورة المشاركة الفاعلة في المسلسل التنموي والسيرورة المجتمعية، التي تعيشها المملكة. وفي سياق متصل٬ يعتبر معهد الترقية الاجتماعية والتربوية (إيبسي)٬ الذي أحدثه المجمع سنة 1974، خير مثال على التزامه بتوفير تعليم ذي جودة عالية يقوم على دعم الامتياز والتفوق٬ سعيا إلى تجسيد مقاربة الانخراط المؤسساتي في العملية التربوية بشكل ملموس وواقعي وفعال. الأكيد أن مساهمة المجمع الشريف للفوسفاط في الرقي بمستوى المنظومة التعليمية الوطنية، وجهوده في مجال تكوين الكفاءات بصفة عامة٬ لاسيما على مستوى مناطق نشاطه الصناعي والمنجمي٬ يشكل بحق نموذجا يحتذى من طرف باقي المؤسسات الإنتاجية الكبرى، إن على المستوى الوطني، أو الإقليمي، أو القاري.