أجبرت السلطات التركية، أمس الاثنين، طائرة أرمنية كانت في طريقها إلى سوريا على الهبوط في شرق تركيا لتفتيشها، كما أفاد وكالة فرانس برس مسؤول في وزارة الخارجية التركية. الأخضر الإبراهيمي لدى زيارته دمشق (أرشيف) وقال المسؤول، طالبا عدم ذكر اسمه، إن "الطائرة المدنية تنقل مساعدات إنسانية من أرمينيا إلى حلب وطلبت الإذن باستخدام المجال الجوي التركي". وأضاف "أعطيناها الإذن بشرط أن تجري هبوطا تقنيا وستعاود الإقلاع إذا تبين في التفتيش أن شحنتها سليمة". وكانت قناة "ان تي في" التلفزيونية الخاصة أوردت أن السلطات التركية أرغمت الطائرة على الهبوط في محافظة أرضروم الشرقية. من جهتها، ذكرت صحيفة ملييت أن مقاتلات تركية اعترضت الطائرة الأرمنية وأرغمتها على الهبوط. ويأتي الحادث غداة إغلاق تركيا وسوريا مجاليهما الجويين أمام الطائرات المدنية التابعة للبلد الآخر. من جهة أخرى، وصل المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، أمس الاثنين، إلى بغداد آتيا من طهران ضمن جولة إقليمية تهدف إلى بحث سبل حل النزاع السوري، بحسب ما أفاده مصور وكالة فرانس برس. وكان الإبراهيمي بدأ جولة جديدة، الأربعاء الماضي، في المملكة العربية السعودية، كما زار إسطنبول وسط توتر متصاعد بين دمشقوأنقرة. وقام الإبراهيمي بأول زيارة له إلى الشرق الأوسط في منتصف سبتمبر وتخللها لقاء في دمشق مع الرئيس بشار الأسد، الذي يواجه منذ منتصف مارس 2011 انتفاضة شعبية سلمية تحولت إلى نزاع مسلح. ويدعو العراق، الذي يتشارك مع سوريا بحدود بطول نحو 600 كلم إلى حل سلمي للصراع السوري، ويرفض دعوات دول إقليمية أخرى لتسليح المعارضة. ميدانيا، قتل ثمانية جنود الاثنين في هجوم شنه مقاتلون معارضون على حاجز للقوات النظامية السورية عند مدخل مدينة حلب (شمال)، بينما تستمر المعارك والقصف في محيط معسكر وادي الضيف شمال غرب البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتأتي هذه الأحداث مع دخول النزاع السوري شهره العشرين، وغداة سقوط 150 قتيلا جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة. وأفاد المرصد في بريد الكتروني عن اشتباكات حول حاجز الليرمون العسكري عند مدخل حلب أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر من القوات النظامية. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن الحاجز الواقع على طريق حلب اعزاز "كبير وهو على أحد المداخل الرئيسية للمدينة" التي تشهد، منذ ثلاثة أشهر معارك يومية. وقال مصدر أمني من جهته لفرانس برس إن "عناصر الهندسة العسكرية نجحت في تفكيك شاحنة مفخخة من نوع مرسيدس محملة بنحو ثلاثة أطنان من المتفجرات قبل وصولها إلى حاجز الليرمون بعد قتل الانتحاري الذي كان يقودها"، مشيرا إلى أن الحادث وقع فجرا. كما تعرض حاجز آخر في ريف حلب لهجوم، بحسب المرصد والمصدر الأمني. وقال المرصد إن سيارة مفخخة انفجرت فجر الاثنين بالقرب من حاجز شيحان العسكري بريف حلب. وأوضح المصدر الأمني أن "عناصر حاجز بالقرب من مشفى الشيحان الحكومي شمال مدينة حلب قاموا بتفجير سيارة مفخخة (...) قبل وصولها إلى الحاجز بنحو 100 متر، ما أدى إلى أضرار مادية في الأبنية المحيطة"، دون سقوط ضحايا. وفي محافظة إدلب، افاد المرصد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط معسكر وادي الضيف" القريب من مدينة معرة النعمان، وهو الأكبر في المنطقة.