أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصره الله٬ أمس، صلاة الجمعة بمسجد "للاسكينة" بالرباط. (ماب) وأكد الخطيب في مستهل خطبة الجمعة أن الخوف من الله عز وجل والبكاء من خشيته هما من أعلى صفات عباد الله المؤمنين٬ ومن أهم أسباب دخول الجنة٬ مذكرا أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم٬ كان أخوف الناس من الله عز وجل وأخشاهم له لأنه كان أعرف الناس بالله تعالى وأتقاهم له. وأضاف أن للبكاء من خشية الله تعالى ثمارا جليلة وآثارا عظيمة يوم القيام٬ة منها أنه يكون سببا في استجلاب ظل الله يوم لا ظل إلا ظله٬ كما أن العين التي تدمع من خشية الله لا تمسها النار. وقال الخطيب إن للعلم مكانة عظيمة في الدين الإسلامي، حيث أخبر الله تعالى في كتابه الكريم إن الذين يخشونه ويخافونه هم العلماء٬ فقال تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، أي إنما يخشى الله ويخافه ويتقيه العلماء العاملون والأئمة الربانيون، الذين يعرفون الله حق المعرفة ويقدرونه حق قدره٬ مشيرا إلى أن الله عز وجل بشر الذين يخشونه ويخافونه٬ بالغيب٬ بالمغفرة والأجر الكبير. وأكد أن الخوف من الله عز وجل هو من فضائل الإسلام وشعبة من شعب الإيمان وهو من أجل العبادات وأعظم القربات٬ لأنه يحمل العبد على فعل الواجبات وترك المحرمات وتذكر الحساب والوقوف بين يدي الله٬ كما أنه شجرة طيبة إذا نبت أصلها في القلب امتدت فروعها إلى الجوارح٬ فآتت أكلها وأثمرت عملا صالحا وقولا حسنا وسلوكا طيبا وفعلا كريما. وانطلاقا من قوله تعالى: "لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله٬ وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون"٬ وقوله سبحانه: "ثم قست قلوبكم من بعد ذلك٬ فهي كالحجارة أو أشد قسوة٬ وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار٬ وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء٬ وإن منها لما يهبط من خشية الله٬ وما الله بغافل عما تعملون"٬ أكد الخطيب أن في هذا توبيخ للإنسان على قسوة قلبه، وعدم تأثره بالذي لو أنزل على جبل٬ بوعده ووعيده٬ وأمره ونهيه٬ وحلاله وحرامه٬ لخشع وخضع وتصدع وتشقق خوفا وخشية من الله تعالى ومهابة له. ثم أخبر الله تعالى٬ يضيف الخطيب٬ عن جفاء قوم وقسوة قلوبهم٬ فلا يؤثر فيها وعظ ولا تذكير حتى أصبحت كالحجارة والحديد في القوة والصلابة٬ ومع ذلك فمن الحجارة ما يتفجر منه الأنهار٬ ومنها ما يتشقق فيخرج منه الماء٬ ومنها ما يتفتت من رؤوس الجبال فيهبط من خشية الله عز وجل٬ مبينا أن العبرة في هذا أن الحجارة تخشع وتلين وقلوب بعض الناس لا تتأثر ولا تلين. وابتهل الخطيب في الختام إلى الله عز وجل٬ بأن ينصر أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ نصرا عزيزا يعز به الدين ويعلي به راية الإسلام والمسلمين٬ ويسدد خطاه ويحقق مسعاه٬ وبأن يحفظه في ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن٬ ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة . كما تضرع إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة الملكين المجاهدين جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني٬ ويطيب ثراهما ويكرم مثواهما.