يوجد المغربي كمال الودغيري٬ المهندس في مجال الاتصالات، بالوكالة الفضائية الأمريكية (ناسا) على رأس الفريق الذي سيستطلع وصول العربة الآلية (كيريوسيتي) على كوكب المريخ٬ والمتوقع أن تصل في الساعات الأولى من اليوم الاثنين وذلك في بعثة علمية رائدة تهدف إلى استكشاف مدى وجود حياة في الماضي على كوكب المريخ. وتعد (كريوسيتي)٬ التي أطلقت في 26 نونبر الماضي٬ آلية متطورة جدا للاستكشاف الفضائي لم يسبق إرسال مثيلتها إلى أي كوكب آخر. ويرتقب أن تصل إلى وجهتها على سطح كوكب المريخ اليوم الاثنين في حدود الخامسة والنصف صباحا بالتوقيت العالمي٬ بعد رحلة تقطع خلالها 570 مليون كلم. وتبقى المرحلة الحرجة والأكثر صعوبة لهذه البعثة هي التي ستهم خلالها بالدخول إلى المجال الفضائي للكوكب الأحمر، من أجل إنجاح عملية هبوط (كيريوسيتي) على سطح كوكب المريخ. وقال كمال الودغيري٬ في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء٬ من "مارس إكسبلوريشن روفر" في مختبر الدفع النفاث بوكالة الفضاء الأمريكية في باسادينا (كاليفورنيا - غرب الولاياتالمتحدة)٬ إن "وضع عربة (كيريوسيتي) على كوكب المريخ يظل بكل تأكيد المهمة الأكثر صعوبة٬ والتي لم تعمل (ناسا) من قبل على القيام بمثلها في تاريخ الاستكشاف الآلي على الكواكب". وأكد المهندس المغربي أن عملية هبوط المركبة الفضائية التي تحمل (كيريوسيتي) على كوكب المريخ ستكون صعبة وخطيرة٬ لأنها ستجري بسرعة تتجاوز 21 كلم في الساعة. ولاحظ الودغيري٬ الذي ستكون مهمته في هذه البعثة متابعة الإشارات التي ستصدرها (كريوسيتي) خلال عملية نزولها على كوكب المريخ٬ أن هذه المرحلة ستستغرق سبع دقائق٬ وقد أطلقت عليها (ناسا) "7 دقائق مرعبة"، بالنظر إلى الحجم المرتفع للمخاطر التي يحيط بها من أجل نجاح المهمة. وأوضح أنه سيجري في البداية نشر مظلة صوتية ضخمة يصل قطرها إلى 21 مترا٬ قبل أن يجري الإفراج عن درع واق من الحرارة لإبطاء سرعة المركبة إلى مستوى أقل من سرعة الصوت٬ مضيفا أنه خلال الثواني الأخيرة من عملية النزول، ستمسك رافعة بالعربة الآلية عن طريق حبال من النيلون لتحاول وضعها بسلاسة فوق سطح الأراضي المريخية. وبعد إجراءات النزول هاته٬ ستعمل المركبة الفضائية على إرسال إشارات إلى الأرض٬ سيلتقطها فريق وكالة (ناسا) الذي يقوده المهندس المغربي٬ للإعلان عن نجاح المهمة خطوة بخطوة. وقال الودغيري، بنبرة يغلب عليها التأثر، "لي عظيم الشرف كمواطن مغربي أمريكي أن أشارك في هذه البعثة المهمة بالنسبة لوكالة (ناسا)٬ ولأمريكا ولباقي العالم". واستثمرت وكالة (ناسا) نحو 2.5 مليار دولار لنجاح هذه المهمة، التي تبقى على قدر كبير من الأهمية٬ والتي لم يسبق من قبل إرسال مثيلتها نحو الكوكب الأحمر في محاولة لفحص وجود ظروف مناخية سمحت بالحياة في الماضي لكائنات مجهرية أو اكتشاف أي دليل موثوق على مثل هذه الظروف. وأوضح المهندس المغربي أن "نجاح المهمة سيمكن من الحصول على عينات من تربة كوكب المريخ الذي يعود إلى ملايين السنين٬ والتي ستساعدنا على اكتشاف أسرار حياة محتملة على هذا الكوكب" الغامض٬ مشيرا إلى أنه إذا كان كوكب المريخ اليوم جافا٬ فإنه من المعروف أنه كانت تكسوه المياه والجليد. وسيكون بإمكان هذه العربة الآلية التي أرسلت إلى كوكب المريخ٬ باعتبارها مختبرا متنقلا حقيقيا٬ القيام بعين المكان بالعديد من الاختبارات البيوكيميائية على العينات التي سيجري أخذها لتحديد مدى وجود حياة على سطح المريخ في الماضي. ورغم المخاطر الكبيرة التي تحيط بنزول عربة آلية٬ بحجم سيارة٬ على كوكب المريخ٬ إلا أن كمال الودغيري أعرب عن تفاؤله٬ قائلا "لدينا فريق٬ عمل يجد خلال العامين الماضيين٬ وليس من المعقول الخوف من رفع تحديات جديدة لمجرد وجود احتمال للوقوع في الفشل٬ فالناس الذين يخافون من الفشل لن ينجحوا في تحقيق أي شيء". وبالنسبة للودغيري٬ فإن الأمر يتعلق بشيء ينبغي أن يكون مصدر إلهام للشباب في جميع أنحاء العالم٬ بما في ذلك المغرب٬ للمضي قدما وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم. وقال إن "الشباب في المغرب لديه فرصة للنمو في بلد يتيح فرصا لا مثيل لها في المنطقة٬ حيث يجعل من تطوير التكنولوجيات الجديدة والطاقة المتجددة رهانا مستقبليا"٬ مشددا على ضرورة "مواصلة العمل من أجل خلق وترسيخ ثقافة علمية للأجيال المقبلة". وفي سؤال حول توقعاته بشأن فرص نجاح هذه المهمة إلى المريخ٬ قال المهندس المغربي "رغم أنني عصبي بعض الشيء بشأن هذا التحدي٬ فأنا واثق أننا بذلنا ما في وسعنا لإنجاح نزول (كريوسيتي) صباح اليوم الاثنين على الأراضي المريخية".