من كواليس تصويرها لمشاهدها في فيلم لعهد بنسودة، كشفت الفنانة بشرى أهريش عن جديدها الفني، وعن الوضع الذي آلت إليه الساحة الفنية المغربية، معتبرة في الوقت نفسها أنها فخورة بكونها ممثلة. وقالت في حوار ل "المغربية" إنها سعيدة باشتغالها مديرة مسرح المنصور بالرباط، لأنها تخدم الفن من خلال هذا المنبر، وتلتقي بالفنانين من مختلف الأجناس الإبداعية، مبرزة في الوقت ذاته عن أسفها للفوضى العارمة، التي يعيشها الميدان. ماهو جديدك الفني؟ انتهيت من تصوير مشاهدي في فيلم تلفزيوني يحمل عنوان "السباط"، وهو من إنتاج القناة الأولى. يتقاسم البطولة معي الفنان عبد الله فركوس، الذي أصبحنا سويا نشكل ثنائيا متميزا، فبعد نجاح تجارب سابقة، مثل فيلم "الماكينة"، سنطل على المشاهد في هذا العمل، من خلال قصة اجتماعية محضة، تطرح كوميديا المواقف، في عدة مشاهد مختلفة. الجديد الفني، أيضا، هو مشاركتي في "ما يريده الرجال"، وهو فيلم تلفزيوني، من إنتاج القناة الأولى. يشاركني في العمل محمد خيي، وعزيز الحطاب، وإلهام واعزيز. أجسد في الفيلم دورا مختلفا عن الأدوار، التي عرفني بها المشاهد، وهو دور سيدة أعمال، تحب التحكم في كل شيء بما في ذلك خطيبها. دائما، على مستوى الجديد، أصور حاليا مشاهدي في فيلم سينمائي يحمل عنوان "وراء الأبواب المغلقة" للمخرج عاهد بنسودة. يناقش الفيلم قضية التحرش الجنسي، الذي تتعرض له النساء، وأحاول في العمل أن أنتقم لهؤلاء النساء بطريقتي الخاصة، بعيدا عن المحاكم. نحن على أبواب رمضان، هل لديك مشاركة في هذا الشهر؟ بالنسبة للأفلام التلفزيونية، التي ذكرتها، فهي مبرمجة لهذا الشهر، أما بخصوص سلسلة أو عمل آخر، فلم أحسم مشاركتي في رمضان. أعتقد أن مدة شهرين غير كافية؟ بالطبع، المهم ليس هو المشاركة، والاشتغال والظهور، لكن الأهم هو ما سنقدمه للمشاهد من أعمال ترقى إلى تطلعاته. أحب أن أترك صورة مشرفة للجمهور. العمل الجيد يتطلب جهدا ووقتا كافيا، كما أن أي عمل يستحق التضحية، لكي يصل للجمهور في أبهى حلة. إضافة إلى أن الساحة الفنية، كانت متأثرة بالتغيرات التي عرفتها البلاد على جميع المستويات. كيف ترين الساحة الفنية المغربية؟ لا يمكن القول إنها بخير، رغم وفرة الإنتاجات. لدينا فوضى عارمة في الميدان. ليس لدينا مشكل إمكانيات، بل مشكل إدارة، لأن الكثير ممن دخلوا الميدان غير محترفين ومهنيين، كما أنه ليس هناك احترام التخصصات. ليس المهم في المجال الفني هو الاشتغال، بل المهم هو القيمة المضافة. في غياب قانون المهنة نعيش فعلا فوضى عارمة. أود أن أشير، أيضا، إلى مسألة مهمة، والمتعلقة بحضور فنانين عرب في أعمال مغربية. أنا لست ضد حضور أو مشاركة هذه الوجوه، لكنني ضد هذه الهيمنة التي نعيشها، حاليا، والتي ستقضي على طاقاتنا، وفنانينا. عندما نسافر للمشاركة في عم خارج المغرب، نجد صعوبة في ذلك، لكننا هنا نفتح الأبواب للجميع، ضاربين عرض الحائط كفاءاتنا وفنانينا المغاربة، الذي هم أولى بهذه الأدوار. ليس من الضرورة توظيف أجانب، وحسب فرص شغل من بين أيدي فنانين مغاربة، كان ممثلا أو تقنيا. وستتأكدين من كلامي عند خروج هذه الأعمال إلى النور. كفنانة أنا متأثرة جدا بهذا الوضع، ولا أظن أن زملائي في الميدان يخالفونني الرأي. كيف توفقين بين عملك كمديرة مسرح "المنصور" وعملك كممثلة؟ أعتقد أن الإدارة خلقت لخدمة الفن. أنا ممثلة بالدرجة الأولى، ومسؤوليتي أن ألتقي الجمعيات الفنية، والفنانين لأساعدهم على ولوج القاعة. أعتبر عملي الإداري جزءا من دوري كفنانة. من واجبي أن أمد يدي للشباب والأطفال الموهوبين، لأسهل لهم طريق الإبداع.