انتخبت مريم بنصالح شقرون، المرشحة الوحيدة، مساء أول أمس الأربعاء بالدارالبيضاء، بأغلبية مطلقة، رئيسة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، خلفا لمحمد حوراني، وبذلك أصبحت أول امرأة تقود هيئة أرباب المقاولات في تاريخ المغرب. مريم بنصالح خلال عملية التصويت (الصديق) وحصلت بنصالح، خلال الجمع العام العادي الانتخابي للاتحاد، على 96,8 في المائة من الأصوات، بمجموع 3 آلاف و317 صوتا، من أصل 3 آلاف و425 صوتا. وشهدت عملية الانتخاب حضورا مكثفا وغير مسبوق لرؤساء المقاولات الكبرى بالمغرب، تعبيرا منهم عن دعمهم وتأييدهم لبنصالح. واعتبر أغلب المنخرطين في هيئة (الباطرونا)، في إفادات "المغربية" أن بنصالح هي "المرأة المناسبة في المكان المناسب، لما تتوفر عليه من سمعة وسط عالم الأعمال وفي الوسط المالي، ولما تتوفر عليه من مؤهلات متميزة في مجال إدارة المقاولات". وانتخب أعضاء الاتحاد، أيضا، صلاح الدين قدميري نائبا للرئيسة. وفور الإعلان عن نتائج التصويت، أعربت بنصالح عن اعتزازها بالثقة، التي وضعها فيها أرباب المقاولات بالمغرب، وقالت إنها "سعيدة لأنها أول امرأة تقود الاتحاد في تاريخ المغرب". والتزمت بنصالح، في سياق مداخلتها، بجعل الاتحاد العام لمقاولات المغرب "هيئة عمل دينامية وتشاركية، وفاعلا حقيقيا في بلورة سياسات التنمية الاقتصادية للبلاد". وشددت على ضرورة انخراط الاتحاد في إعداد البرامج القطاعية٬ علاوة على جعل الاتحاد عنصرا فاعلا في الجهوية الاقتصادية وتعزيز التنافسية، وتكوين العنصر البشري، داعية إلى بذل مزيد من الجهود لفائدة المقاولات المتوسطة، من خلال الانفتاح عليها. وأضافت بنصالح أن "العمل مع الحكومة سيكون تشاركيا"، داعية النقابات الكبرى إلى "حوار اجتماعي بناء، يرتكز على أساس قانون شغل وقانون إضراب واضحين". ويرتكز برنامج الثنائي بنصالح- قدميري على سبعة محاور، تتلخص في المساهمة في تعزيز الصناعات الوطنية، ورفع القدرة التنافسية للاقتصاد المغربي، وتنمية الرأسمال البشري، وتسهيل الولوج للتمويلات والصفقات العمومية، وتحسين الإطار القانوني للمقاولات، ومساعدة المقاولات على الاضطلاع بمسؤولياتها الاجتماعية، ثم تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص. وقبل ذلك، أبرز محمد حوراني، الرئيس السابق للاتحاد، خلال قراءته للتقريرين الأدبي والمالي، اللذين صودق عليهما بالإجماع، أن" المغرب برهن على صلابة اقتصاده واستقراره السياسي، بفضل قوة مؤسساته تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ في ظرفية دولية صعبة وغير مستقرة، وفي مواجهة التحولات السياسية التاريخية، التي يعيشها العالم العربي"، مشيرا إلى أن الدستور الجديد أدخل تدابير ومبادئ تروم خلق بيئة مشجعة على الاستثمار . ومن أجل التوفر على خارطة طريق للمقاولة المغربية ذكر حوراني أن الاتحاد بلور رؤية على المدى البعيد هي "رؤية الاتحاد 2020 ". وأوضح أن "هذه الرؤية تضع أهدافا كبرى في أفق 2020، تتمثل في تحقيق معدل نمو يبلغ 6,5 في المائة٬ وتغطية الصادرات للواردات إلى حدود 90 في المائة٬ وإحداث ما بين 2,5 إلى 3,5 ملايين منصب شغل، مضيفا أن هذه "الرؤية تستند إلى سبعة أوراش محددة، من أجل الدفع بشكل أكبر بالنمو٬ تتمثل في تعزيز تنافسية المقاولات، والنهوض بالتربية والتكوين المهني، وتشجيع البحث في مجال التنمية والابتكار، ونشر تكنولوجيا الإعلام والاتصال، ومواصلة تحسين مناخ الأعمال، وتطوير المدخرات الوطنية وتوجيهها نحو القطاعات المنتجة، وإعداد المقاولات لمواجهة تحديات التنمية المستدامة، والوفاء بالتزاماتها الاجتماعية والبيئية". تجدر الإشارة إلى أن الرئيسة الجديدة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح خريجة من جامعة دالاس، بتكساس، في الولاياتالمتحدة، حيث حصلت منها على درجة الماجستير في الإدارة والنشاطات المالية الدولية. وبعدما قضت ثلاث سنوات في بنك محلي، عينت مديرة منتدبة في مجموعة "هولماركوم" المملوكة من طرف عائلتها، التي توظف اليوم أكثر من 5 آلاف شخص. وشغلت بالموازاة مع ذلك منصب مديرة تنفيذية لشركة المياه المعدنية "أولماس"، التي نجحت في تحويلها إلى رائدة في السوق على مستوى القطاع، وهي عضو في مجلس إدارة بنك المغرب، على رأس لجنة التدقيق، إضافة إلى أنها مديرة منتدبة بجامعة الأخوين، وتترأس المجلس الأورو-متوسطي للوساطة والتحكيم، كما عينها جلالة الملك محمد السادس كمفوضة لتنظيم اليوم العالمي للأرض والبيئة. وتنشط بنصالح كعضو داخل هيئات اقتصادية دولية، بما فيها مجلس الأعمال العربي، التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي. أما صلاح الدين قدميري، فهو خريج المدرسة المركزية لباريس، وانخرط في الحياة المهنية من خلال إنشاء وتطوير مقاولات صغيرة ومتوسطة، تنشط في القطاعات الكهربائية والإلكترونية. ويرأس قدميري اليوم مجموعة "سشيل"، التي توظف 700 شخصا، كما يرأس لجنة المقاولات الصغرى والمتوسطة للاتحاد، بعد أن شغل لمدة 6 سنوات منصب رئيس الفدرالية الوطنية للكهرباء والإلكترونيات. وحضرت أشغال الجمع لاتحاد المقاولات بسيمة حقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ومصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، وإدريس الأزمي الإدريسي، الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، إلى جانب شخصيات من عالم المال والأعمال.