أطلع الطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، زعماء الأحزاب السياسية على الخطوط العامة للنصوص الانتخابية، التي من المحتمل أن تسلم إلى الأحزاب السياسية يوم الأحد المقبل. وانعقد اجتماع وزير الداخلية بالأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، صباح أول أمس (الأربعاء) بالرباط، كما استقبل باقي الأحزاب عشية اليوم نفسه. واستمع الطيب الشرقاوي إلى تصورات قادة الأحزاب السياسية، ومقترحاتهم بخصوص مدونة الانتخابات، والمناخ العام المناسب لإجرائها، على أساس التوافق والانسجام بين جميع الفرقاء السياسيين. وبحسب ما تسرب من لقاء وزارة الداخلية مع قادة الأحزاب السياسية، فإن الطيب الشرقاوي طمأن زعماء الأحزاب، بالقول إن "وزارة الداخلية ستعمل المطلوب لضمان الحياد الكامل للدولة في أي انتخابات مقبلة، مع تقديم ضمانات لذلك". من جهتهم طالب الأمناء العامون للأحزاب السياسية الشرقاوي بالحسم في نوعية نمط الاقتراع، وسقف العتبة، الذي أصبح يثير نقاشا حادا وعليه خلاف كبير، إذ أن هناك أحزابا تطالب برفع نسبة العتبة إلى 8 في المائة، وأحزابا أخرى تعتبر أن وضع نسبة، مرتفعة أو منخفضة، للعتبة هو شرط إقصائي لبعض مكونات المجتمع المغربي. واتهم قيادي بحزب التقدم والاشتراكية، رفض ذكر اسمه، في تصريح ل "المغربية"، وزارة الداخلية بالتردد في الاستجابة لمطلب أحزاب العدالة والتنمية، والتقدم والاشتراكية، والاتحاد الاشتراكي، وحزب الاستقلال، القاضي بإجراء تغييرات واسعة في خريطة الإدارة الترابية بتنصيب عمال وولاة جدد، وضرورة إعادة النظر فيهم لماضيهم السلبي في الاستحقاقات السابقة. من جانبه، أكد التهامي الخياري، الكاتب الوطني لحزب جبهة القوى الديمقراطية، في تصريح ل "المغربية"، أن وزير الداخلية اجتمع مع الأحزاب السياسية بهدف الاستماع إلى مقترحاتها وتصوراتها في عملية إجراء الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها. وقال الخياري إن "وزير الداخلية طلب منا الاجتماع به دون أن يحدد لنا جدول أعمال المباحثات"، مشيرا إلى أن الجلوس على طاولة المباحثات مع وزير الداخلية قبل أسابيع معدودة من إجراء الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها، يعني ضمنيا أن وزارة الداخلية تريد معرفة رأي الأحزاب السياسية بخصوص مدونة الانتخابات، والمناخ السياسي العام الذي يجب توفيره في الوقت الراهن لإجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها في جو نزيه لا يطعن في شرعيته ومصداقيته أي حزب من الأحزاب. وأوضح الخياري أن جبهة القوى تنتصر إلى المصلحة العليا للوطن، وتلتزم بالمساهمة الإيجابية لإنجاح كل الأوراش الوطنية الكبرى. مشيرا إلى أن مقترحات الجبهة ترتكز على ضمان السبل الكفيلة بإجراء انتخابات تشريعية نزيهة في جوهرها، يشارك فيها جميع المغاربة، وتفرز برلمانا يستوعب كل شرائح المجتمع دون إقصاء لأي أحد. واستبعد الخياري إجراء تعديلات جوهرية على مدونة الانتخابات الحالية، بسبب عدم توفر الوقت الكافي، وقال إن "الوقت ليس كافيا لتقديم مقترحات تهدف إلى إجراء تعديل على مدونة الانتخابات الحالية"، مبرزا أن العمل السياسي في الوقت الحالي "يجب أن يتجه نحو إضفاء المزيد من الثقة، خدمة للوطن والمواطنين". وأكد أكثر من مصدر ل "المغربية" أن الطيب الشرقاوي يستبق الوقت من أجل الوصول إلى محطة إجراء الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها في الموعد المحدد لها.