أسدل الستار، أخيرا، على فعاليات الدورة السابعة من مهرجان شيشاوة الفني والثقافي، المنظم تحت شعار "شيشاوة ملتقى الثقافات: دورة الزجل والثقافة الشعبية". جانب من كرنفال المهرجان – خاص وشكل مهرجان شيشاوة، الذي كرس مسألة التعدد الثقافي، مناسبة لإبراز غنى الموروث الثقافي المحلي، من خلال تنظيم كرنفال على هامش افتتاح المهرجان، لاستعراض الفرق الفلكلورية المحلية، خاصة منها فن أحواش ذو الأصول الأمازيغية الأصيلة. وأهم ما ميز دورة 2011، المنظمة من طرف جمعية مهرجان شيشاوة للثقافة والفنون، بتعاون مع المجلس البلدي لمدينة شيشاوة، تنظيم برامج رياضية وفنية وطبية واجتماعية، إلى جانب معرض للكتاب، وورشات في فنون المسرح، وفن التشخيص، والارتجال المسرحي. وتخللت التظاهرة الفنية والثقافية قراءات شعرية، بالمسبح البلدي، بلغات متعددة، في أمسية شعرية نشطها القاص أنيس الرافعي، تغنت بالحب والجمال والمرأة والسلام وباقي القيم الإنسانية النبيلة، التي تعكس غنى الثقافة المغربية، انطلاقا من شعر الزجل مرورا بالشعر العربي الكلاسيكي والشعر الحر، وصولا إلى الشعر الأمازيغي والحساني، مجسدا بذلك عمق وغنى الثقافة المغربية وتعدد روافدها. وحسب اللجنة المنظمة، فإن هذه التظاهرة الثقافية، كسابقاتها بهذه المدينة، تشكل موعدا وملتقى للقاء العديد من الأسماء الثقافية والفنية والجمعوية، من مختلف جهات المملكة، وهي موسم ثقافي غني بندواته ولقاءاته، ما يسمح لمدينة شيشاوة بأن تعبر ثقافيا عن تلك الميزة الجغرافية التي تميزها: ملتقى الطرق وفضاء للقاء التعدد. وسعت دورة هده السنة، إلى تثمين أحد المكونات اللغوية والثقافية بالمملكة، المتمثلة في التراث الثقافي الشفوي الشعبي، وعلى الخصوص شعر الزجل، من خلال تنظيم ندوتين علميتين حول "الثقافة الشفوية الشعبية"، و"شعر الزجل". ولم تعد جمعية مهرجان شيشاوة للثقافة والفنون تكتفي بأنشطة المهرجان الصيفي، بل إنها تعمل جاهدة من أجل توزيع أنشطتها على مدار السنة، بتنسيق مع الجماعة الحضرية لمدينة شيشاوة، مثلما تعمل من أجل تنويع هذه الأنشطة، لتشمل ما هو فكري واجتماعي ورياضي وفني، بالشكل الذي يمس أغلب الفئات العمرية، من الأطفال والشباب والكبار، رجالا ونساء. وقال عبد المنعم بن أيوب، رئيس الجماعة الحضرية لمدينة شيشاوة، إن الحكامة الجيدة اليوم تقتضي الاهتمام المتزايد بتراثنا الثقافي، وبتعدده وغناه، مضيفا أن مدينة شيشاوة اعتبرت دوما معبرا وملتقى للثقافات المتعددة، التي تعبر عن الهوية الوطنية في غناها. وأوضح بن أيوب، في اتصال ب "المغربية"، أن مهرجان شيشاوة كرس دورة هذه السنة للثقافة الشفوية الشعبية، بالنظر إلى الحضور القوي لهذه الثقافة في المحيط المحلي أولا، والجهوي ثانيا، والوطني ثالثا، وهو الحضور الذي يفرض المزيد من الاهتمام والعناية بهذه الثقافة، من خلال الدرس والبحث والحوار مع باحثين وأساتذة جامعيين متخصصين. وفي الوقت الذي ربط رئيس الجماعة الحضرية لمدينة شيشاوة، في كلمة ألقاها في افتتاح المهرجان، ما بين مفهوم التعدد الثقافي، ورهان التنمية، وخدمة أفق الوحدة، فإن رئيس جمعية مهرجان شيشاوة للثقافة والفنون ربط تنظيم الدورة السابعة برهان الاستمرارية لفكرة المهرجان، الذي أصبح موعدا سنويا، ومناسبة لإفراز إمكانات المنطقة تاريخيا، وتلويناتها الفنية المتعددة، وجعل الملتقى في شقه الثقافي، يسائل إشكالات تهم المجتمع المغربي.