تمكنت عناصر دائرة مولاي يوسف، بالدارالبيضاء، في إطار حملة تمشيط واسعة النطاق، من اعتقال عنصر شبكة متخصصة في تزوير العملة الصعبة، بعد بحث دام لأشهر عدة. وتعود وقائع الحادث، حسب معلومات أولية، إلى حملة تمشيطية، كان يباشرها رئيس الدائرة وضابط ومفتش شرطة في نقط سوداء، قريبة من حي العنق ومسجد الحسن الثاني، قبل أن ينصبوا كمينا محكما لمشتبه به، تبين أنه يحمل أوصاف مبحوث عنه، دوخ أمن البيضاء لمدة طويلة، بعد أن تبين أنه ينشط، رفقة آخرين، في تزوير عملة الأورو، وترويجها ليلا، حتى لا ينكشف أمره. ونجحت عملية المراقبة عن بعد، وضبط المبحوث عنه متلبسا، بعد أن اختار عناصر الأمن الوقت المناسب لاعتقال المتهم، الذي كان ينتظر شريكه، قصد تسلم أوراق مالية أخرى. وحسب مصدر مطلع، فإن المتهم، الذي لم يبد أي مقاومة لرجال الأمن، ضبطت لديه أوراق مزورة من فئة 20 أورو، إضافة إلى أوراق أخرى، تحمل الرقم التسلسلي نفسه. وحركت معلومات مفادها ترويج أوراق نقدية أجنبية مزورة بالدارالبيضاء جل المصالح الأمنية، ما جعل عناصر دائرة مولاي يوسف تتعقب خيوط الشبكة، وبعد الاستماع إلى المشتبه به، أكد أن مزوده الرئيسي بالعملة المزورة في حالة فرار، وأنه كان من المزمع أن يلتقيه ليلة الأحد الماضي، ما دفع بعناصر الشرطة القضائية لأمن أنفا للخروج رفقة المتهم، حين كانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحا، لاعتقال المزود الرئيسي، الذي نصب له كمين آخر، إذ حجزت لديه أوراق مالية مزورة، وسيارة فارهة من نوع "فيراري"، كان يستعملها للتنقل، قصد ترويج العملة المزورة وتوزيعها على مشتبه بهم، يعملون معه. وتبين، من خلال محاضر الاستماع التمهيدية، أن المتهمين كانا يروجان العملة المزيفة ليلا، حتى لا ينكشف أمرهما، كما كانا يعمدان التوجه إلى الأسواق الأسبوعية لشراء مئات الخرفان وإعادة بيعها، تبييضا لأموالهما. وكانت مصالح الأمن بالدارالبيضاء أحالت، أخيرا، أفراد عصابة إجرامية أخرى، متخصصة في تزوير الأورو وبيعه لأصحاب المحلات التجارية (البازارات)، قرب شارع الجيش الملكي، بالدارالبيضاء. وذكر مصدر أمني أن الأمر يتعلق بخمسة أشخاص من ذوي السوابق العدلية، سبق أن اعتدوا على أستاذ جامعي قرب مقبرة الشهداء بواسطة سيف من الحجم الكبير، قبل أن يسلبوه هاتفه المحمول، ومبلغا ماليا عبارة عن 100 أورو، يرجح أنه جرى تزويرها واستنساخ عدد من الأوراق النقدية منها. وألقت عناصر الأمن القبض على المتهمين بعد توافد شكايات عليها من طرف أصحاب محلات تجارية تعرضوا للنصب، بعد أن صرفوا عملات أجنبية مزورة مقابل مبالغ مالية مهمة.