قال أحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، إن المصنع النموذجي "إنماء" يعد مركزا مبتكرا لتطوير كفاءات التدبير بلا تبذير، والمواكبة من أجل تحسين الأداء العملي للمقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية. وأضاف الوزير، خلال لقاء صحفي لتقديم هذا المصنع، نهاية الأسبوع الماضي، أن برنامج "إنماء" يسعى إلى التتبع الميداني للتحولات العملية، التي تعيشها المقاولات، وإلى تعزيز وتقوية تموقع 100 من المقاولات الصغرى والمتوسطة سنويا على مستوى التنافسية والتدبير دون تبذير، موضحا أن الرهان الكبير للبرنامج يتمثل في مشاركة 800 مقاولة على مدى أربع إلى خمس سنوات. وأبرز الشامي أن التجارب السابقة أظهرت أن المقاولات، التي اعتمدت برامج للجودة العملية "لين منادجمنت"، تمكنت من تحسين إنتاجيتها بمعدل يتراوح بين 25 إلى 30 في المائة، مع إمكانية رفع هذه النسبة إلى 60 في المائة، مشيرا إلى أن "هذه الأرقام أكدت النتائج، التي حققتها سبع مقاولات صناعية، استفادت من برنامج إنماء خلال مرحلته التجريبية"، وأن مركزا سيرى النور، آخر نهاية السنة الجارية، بطنجة، التي تعد ثاني مدينة صناعية بالمغرب. ويسهر خبراء "إنماء" في المقاولات المستفيدة على تتبع تنفيذ المبادئ المكتسبة داخل المصنع النموذجي على يد الخبراء المؤهلين، وفق مناهج تتميز بالفعالية، بهدف تسوية الإشكاليات العملية الرئيسية. وتتطلب هذه المبادرة الرائدة على مستوى إفريقيا والشرق الأوسط، التي تعد ثمرة شراكة بين القطاع العام والخاص، مساهمة بسيطة من المقاولات المستفيدة، مقارنة مع الأرباح، إذ لا تتعدى 120 ألف درهم، تمنح المقاولة المشاركة 40 في المائة منها، بينما 60 في المائة المتبقية تأتي من خلال الاستفادة من برنامج "مساندة". ويتمثل الطموح في الرفع من تنافسية المقاولات المستفيدة بنسبة 25 في المائة، والتمكن من تخفيض مهم في التكاليف (ناقص 20 في المائة)، وتقليص مدة الإنتاج بنسبة 50 في المائة، دون الحاجة إلى أي استثمار إضافي. ويطبق البرنامج من خلال ست وحدات للتكوين تمتد ليومين، وتتوزع على ستة أشهر، تستفيد منها الأطر المكلفة بتنمية المقاولة، ووحدة موجهة للمدراء العامين حول دورهم في تحويل المقاولة، ثم متابعة فردية لخبراء إنماء داخل المقاولة. ويغطي برنامج إنماء، على مدى ستة أشهر، الأبعاد الأساسية لتحول عملي للمقاولة، المتمثلة في نظام الإنتاج، وبنية التدبير، ثم الثقافة والسلوك. ويستهدف البرنامج نوعين من المقاولات الصناعية، المقاولات الكبرى، التي تحقق رقم معاملات يفوق 50 مليون درهم وأقل من مليار درهم، والمقاولات الأصغر حجما، لكنها مهيكلة وذات إمكانات كبيرة للتحول. وسيمكن البرنامج، من خلال استهدافه للمقاولات، التي تضطلع بدور القاطرة على مستوى النسيج الصناعي، من تحقيق تأثيرات ماكرو اقتصادية إيجابية، تناهز 1,5 في المائة من الناتج الداخلي الخام الوطني خلال الثلاث أو الأربع سنوات المقبلة، كما سيمكن من تعزيز جاذبية ومصداقية المغرب بالنسبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، بإحداث مصنع نموذجي مخصص للمناولين. ويأتي هذا المشروع لتكملة الإجراءات، التي وضعت طبقا لأهداف الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي من أجل تقوية النسيج الصناعي، والتي تشمل، بالخصوص، برنامجي «مساندة» و«امتياز»، وكذا الصناديق العمومية والخاصة الموجهة لتمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة، والتي رصدت لها اعتمادات تفوق 800 مليون درهم. وتطلب المصنع النموذجي «إنماء»، الذي يعد أحد المشاريع المنجزة في إطار الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي، غلافا ماليا بقيمة 20 مليون درهم. ويتضمن المصنع الجديد ثلاث قاعات للعرض، ومكتبا للخبراء، وفضاء للمراقبة، وآخر للآلات، فضلا عن منطقتين مخصصتين للتجميع واللوجستيك. وكانت وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات الحديثة أطلقت برنامج «إنماء» بشراكة مع كل من الوكالة الوطنية للنهوض بالمقاولة الصغرى والمتوسطة، والمكتب الشريف للفوسفاط، وثلاثة بنوك مغربية، ومكتب الدراسات ماكينزي.