تحتضن الدارالبيضاء، الدورة الرابعة للمهرجان الدولي لفيلم الطالب، بمشاركة 124 فيلما، بما فيها الوثائقية، والروائية، والتجريبية، وأفلام التحريك، والفيديو كليب، أبدعها طلبة من أميركا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا ومصر ولبنان، بالإضافة إلى البلد المنظم المغرب. وتهدف هذه التظاهرة الفنية، التي تنظمها جمعية "فنون ومهن"، من 23 إلى 26 مارس الجاري، بتعاون مع عدد من الشركاء، إلى المساهمة في ترويج وتداول الأفلام، التي أعدها وأنجزها الطلبة المتخرجون من المعاهد السينمائية والمؤسسات السمعية البصرية. كما تشكل مناسبة للتعريف بجديد الفن السمعي البصري والسينمائي، وتقديم إنتاجات المبدعين الشباب والانفتاح على مختلف التجارب الفنية للعديد من الأقطار الدولية. وقالت وفاء البورقادي، رئيسة المهرجان الدولي لفيلم الطالب، إن المهرجان نجح في وضع هدف أساسي، وهو المساهمة في تطوير وتقدم الفن البصري في جميع أشكاله وأنماطه، عبر الأعمال التمثيلية لطلبة من داخل المغرب وخارجه، والذين يهيئون للمستقبل برؤاهم المتقاطعة عن العالم والسينما. وأضافت البورقادي في ندوة صحفية عقدتها مساء الأربعاء المنصرم، بالدارالبيضاء، لتقديم برنامج النسخة الرابعة، التي تحمل شعار"إبداع وتنمية"، أن الحدث الفني مفتوح أكثر على العالم في وجه شباب يعشقون الإخراج الفيلمي داخل أفق من التفاعل والاختلاط والحوار، مع حضور عدد من الضيوف كل سنة يمثلون مختلف المشارب الفنية. وأوضحت أن المهرجان الدولي لفيلم الطالب قرر هذه السنة الذهاب أبعد في هذا التحدي كتهيئ برمجة فنية متنوعة تجمع بين التكوين المستمر وعرض الأفلام، وعرض الصور والتكريمات. وقالت البورقادي إن المسعى الأساسي يكمن في إعادة تأسيس تقاليد حب الفن السينمائي بالمغرب، من أجل الوصول إلى عقد لقاءات مخصبة جدا بين الفاعلين المهنيين وفناني المستقبل، مع الحرص على الرفع من مستوى التفكير العميق في القطاع السينمائي، وفي وسائله ورهاناته، مشيرة إلى أن الموعد الرابع يشكل اليوم بشكل بارز السبيل الذي قطعه في مجال الفن والسمعي البصري، مع رفع تحديات الجودة الفنية والدقة. إنه يتقدم باعتزاز إلى عشاق السينما، مع الإنصات أكثر إلى الفضاءات الحرة للإبداع التي تتصل بمستقبل الثقافة البصرية أكثر مما تنشد إلى ماضيها، عبر حيوية وتنوع تعبيراتها المعاصرة، مسجلة أن الدورة الرابعة غنية ببرمجتها، التي تشمل (أفلام التحريك، أفلام تجريبية، أفلام تخييلية، أفلام وثائقية، كليبات) وتتخطى الحدود بين الممارسات الفنية، وتظل هي القلب النابض للدورات السابقة بلا منازع. ومن ثمة، فإن مستقبل السينما والقطاع السمعي البصري يسير في الاتجاه الصحيح، كما تدل على ذلك نوعية الأفلام المنتقاة من أجل التنافس بصورة صارمة ودقيقة. وأوضحت أن المهرجان الدولي لفيلم الطالب يؤسس لنفسه وبصورة كاملة هويته التي تتمثل في كونه محفزا ومكتشفا للمواهب، مع الحرص على تحسيس الجمهور باكتشاف تعبيرات سينمائية كلها تجديد وجرأة، بعيدا عن ضغط الإنتاجات، مشيرة إلى أنه بفضل القطاعين الخاص والعمومي، نجح المهرجان في رسم صورة مثيرة للتحولات التي تعرفها السينما في بلادنا عبر مختلف تجاربها وحساسياتها، بالتركيز على الرموز الحية للبديل المستقبلي وهم طلبة اليوم، الذين سيصبحون مهنيي الغد، قائلة "فليجدوا هنا امتناننا الكبير المفعم بالود لما عبروا عنه من اهتمام متزايد لهذا الحدث المهدى لأجيالنا المقبلة". وتشهد فعاليات هذه الدورة برنامجا متنوعا وهادفا، تشمل فقراته تكوينا مستمرا في مهن السمعي البصري، وكذا عرض أفلام بأصناف مختلفة منها الوثائقية، والتخييلية والتجريبية، وأفلام التحريك، والفيديو كليب، فضلا عن تنظيم معرض صباغي، وتصويري، وآخر يهتم بالملابس السينمائية التاريخية. كما تشهد النسخة الرابعة تكريم ذاكرة الناقد السينمائي الراحل نورالدين كشطي، إلى جانب ندوة حول أفلام التحريك بتعاون وتأطير من طرف مدرسة كوبلين من باريس. وحرصا على مصداقية نتائج المهرجان، أسند المنظمون مهام التحكيم إلى مهنيين، منهم المخرج والمنتج المغربي، حسن بنجلون، الذي سيترأس لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي والفيديو كليب، رفقة الممثلة ثريا العلوي. في حين سيترأس لجنة تحكيم فيلم التخييل والتجريبي، المخرج عادل الفاضلي، الذي فاز أخيرا بالجائزة الكبرى للفيلم القصير من طنجة، والممثل المغربي عمر لطفي، الذي فاز بجائزة أحسن ممثل في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم، والمخرج والممثل المصري أحمد شاكر، الذي ارتبط اسمه بعدد من الشخصيات التاريخية، منها الخديوي عباس حلمي في مسلسل "قاسم أمين"، والقاضي الناصري في مسلسل"أم كلثوم"، وفريد الأطرش في مسلسل "أسمهان"، بالإضافة إلى عدد من الأعمال الاجتماعية، ربما كان أبرزها دوره في مسلسل "أميرة في عابدين"، أما لجنة تحكيم فيلم التحريك فتترأسها المخرجة الأمريكية بريجيت ماهر رفقة الباحث أحمد حروز والفنان عثمان البحراوي من المغرب.