قال صالح ولد حننا، رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم)، أول أمس الاثنين، بالرباط، إنه آن الأوان لحل قضية الصحراء بما يرضي جميع الأطراف، لأن هذه القضية باتت "تشكل عائقا حقيقيا لتنمية منطقة المغرب العربي، وللتواصل بين بلدانها". وأكد ولد حننا، في تصريح للصحافة، قبيل التوقيع على بروتوكول تعاون بين حزبه، وجبهة القوى الديمقراطية، ضرورة العمل من أجل إيجاد حل، من شأنه تحقيق التقدم نحو إدماج المنطقة المغربية بشكل عام، وتحقيق وحدتها، مشيرا إلى أن الوحدة هي الحل المثالي لمشاكل المنطقة، كما هي الطريق الوحيد المؤدي إلى التنمية التي تتوق إليها الشعوب المغاربية. وفي معرض حديثه عن دور الأحزاب السياسية المغاربية في حلحلة قضاياها الوطنية والإقليمية، شدد ولد حننا على ضرورة أن تلعب هذه الأحزاب، بصفتها فاعلا سياسيا أساسيا دورا كبيرا في تحقيق الوحدة والاندماج والتنمية. ولفت الانتباه إلى أن أساس مهمة الأحزاب في الأقطار المغاربية، ينبغي أن يرتكز على "بناء جسور التواصل بين شعوب المنطقة العربية بشكل عام، والمنطقة المغاربية بشكل خاص". وفي هذا الإطار، اتفق حزب جبهة القوى الديمقراطية، وحزب الاتحاد والتغيير الموريتاني على الدفاع معا عن مخطط الحكم الذاتي الموسع، الذي اقترحه المغرب لتسوية قضية الصحراء. وقرر الحزبان، بموجب بروتوكول تعاون وقعاه، أول أمس الاثنين بالرباط، العمل بشكل تشاوري، لتجاوز العراقيل التي تحول دون بناء اتحاد المغرب العربي، خاصة ما يتعلق بالوحدة الترابية للمملكة، على أساس مخطط الحكم الذاتي، الذي اقترحه المغرب، باعتباره السبيل الوحيد لتسوية النزاع. ووصف الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية، التهامي الخياري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أمس الثلاثاء، هذا الاتفاق ب "المهم" ما دام أنه يسير في اتجاه تعزيز علاقات التعاون بين الأحزاب السياسية المغربية والموريتانية، فضلا عن التضامن بين الشعبين. وحسب الخياري، فإن الاتفاق يتيح، أيضا، إمكانية العمل بشكل تشاوري، من أجل تنسيق مواقف الحزبين داخل الهيئات والمنتديات الدولية. وينص الاتفاق، من جهة أخرى، على وضع أجندة عمل ثنائية تهم، بالخصوص، تبادل التجارب والزيارات بين مختلف القطاعات، كالشباب والأطر، إلى جانب تنظيم ورشات موضوعاتية ولقاءات تكوينية لفائدة منخرطي الحزبين. واتفق الحزبان، أيضا، على إحداث بنية للتنسيق، سواء على مستوى الأحزاب السياسية أو برلمانيي البلدين، بغية المساهمة في تعزيز العلاقات بين المغرب وموريتانيا. من جهة أخرى، وقعت جبهة القوى الديمقراطية وحزب الاتحاد والتغيير الموريتاني (حاتم)، على بروتوكول تعاون، في إطار تعزيز التواصل والتعاون بين الهيئتين وتمتين العلاقات الثنائية بما يخدم أهدافهما. ويتضمن برنامج العمل البرتوكول المشترك تبادل الزيارات المنتظمة بين مختلف الهيئات الحزبية، وتبادل الوثائق والمطبوعات والبيانات الصادرة عن الطرفين، وتنسيق المواقف حول مختلف القضايا الوطنية والإقليمية والقومية والدولية، فضلا عن الدعم الثنائي للجهود الرامية إلى إزاحة العقبات، التي تعيق بناء المغرب العربي. وبهذه المناسبة، أكد صالح ولد حننا، رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني، أن التوقيع على هذا البرتوكول يعتبر لبنة أساسية في بناء جسر للتواصل، وخلق أرضية للتفاعل المستمر بين القوى السياسية المغاربية. وعبر عن أمله في أن تكون هذه المبادرة بداية لتفاعل حقيقي بين الحزبين، وأن تسير باقي القوى السياسية المغاربية على المنوال نفسه، لتحقيق أهداف التنمية والاندماج. من جانبه، اعتبر التهامي الخياري، الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية، أن هذه الاتفاقية تتويج لقناعة مشتركة بين الحزبين، بضرورة العمل المشترك على المستوى الحزبي، معبرا عن أمله في أن تكون هذه المبادرة ذات "مغزى بيداغوجي" بالنسبة لمنطقة المغرب العربي. وأضاف أن البروتوكول هو، في الوقت نفسه، اتفاق عمل ونداء لباقي القوى السياسية الأخرى، لتدخل في مرحلة جديدة في مجال بناء الوطن العربي، وتحقيق الوحدة العربية والتعاون المشترك.