طالب عدد من الأطباء المنضوين تحت لواء النقابة المستقلة للأطباء والجامعة الوطنية للصحة بمراكش، بضرورة فتح تحقيق في ما وصفوه ب "التخريب"، الذي مس قسم التوليد بمستشفى ابن زهر التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش. محملين "مسؤولية ذلك، في شكاية موجهة إلى وزيرة الصحة، لرئيسة قسم التوليد بالمستشفى المذكور، التي أقدمت يوم التاسع من شهر نونبر المنصرم، على تخريب وتدمير قاعة الجراحة الوحيدة بالقسم، بدعوى أنها غير مؤهلة لإجراء العمليات الجراحية". وأشارت الشكاية التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، إلى أن القاعة الجراحية الوحيدة بقسم التوليد لم يمض على إنشائها سوى 6 أشهر، وأجريت بها حوالي 500 عملية قيصرية. وعبر الأطباء، في شكايتهم، عن "استغرابهم من العمل التخريبي، الذي قامت به رئيسة قسم التوليد دون استشارة أو موافقة أي مسؤول إداري"، مشيرين إلى أن هذا "العمل التخريبي حرم نساء مدينة مراكش والضواحي من الاستفادة من خدمات المصلحة المذكورة". وأوضحت الشكاية، التي وجهت نسخة منها إلى مندوب وزارة الصحة بمراكش، أن "رئيسة المصلحة بادرت إلى تخريب قاعة الجراحة في أول يوم لها من الحراسة، بعد أن امتنعت عن أداء واجبها المهني لأزيد من 16 شهرا، وبعد إلحاح من زملائها الأطباء". وتساءل الأطباء عن مصير التقرير، الذي سبق لنائب مدير مستشفى ابن زهر، أن أنجزه "حول الخروقات المرتكبة من طرف المسؤولة عن قسم التوليد، الذي وجهت نسخة منه إلى كل من مندوب وزارة الصحة بمراكش، والكاتب العام بوزارة الصحة، بعد الوقفة الاحتجاجية التي سبق لمجموعة من الأطباء أن نظموها أمام مقر إدارة مستشفى ابن زهر، للتنديد بالغياب المستمر والمقصود للمسؤولة المذكورة". من جهة أخرى، طالب بلاغ لممثلي النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام والجامعة الوطنية للصحة، بإعادة هيكلة قاعتين جراحيتين، وإحداث قاعة للإنعاش بمصلحة التوليد، وتزويد القسم بكل المعدات والمستلزمات الضرورية، مشيرا إلى أن القاعة الجراحية الوحيدة الحالية بمستشفى ابن زهر غير مطابقة للمعايير المتعارف عليها، وأنها غير كافية لما يناهز 10.000 ولادة سنويا. ودعا البلاغ إدارة المستشفى إلى العمل على إزالة العراقيل، التي تمنع برمجة العمليات الجراحية الخاصة بالنساء، الشيء الذي يحرم المواطنات من الخدمات الجراحية المبرمجة. وأشار البلاغ إلى الخصاص المهول في المعدات الضرورية والأساسية في قسم الأشعة، الذي لا يتوفر إلا على جهاز واحد للفحص بالصدى، وكذلك إلى الخصاص في العنصر البشري والمعدات الضرورية والأساسية في قسم الإنعاش والتخدير. وكان ممثلو النقابات المذكورة طالبوا، في لقاء سابق جمعهم مع المسؤولين بمندوبية الصحة بمراكش، بالعمل على توفير أسرة للأطباء المتخصصين في أمراض الجهاز العصبي، والكلي، والأمراض الجلدية بمستشفى ابن زهر، مشيرين إلى عدم توفر المستشفى على قسم التشريح المرضي، رغم وجود ثلاثة أطباء متخصصين في هذا الميدان، الشيء الذي يدفع المواطنين إلى الالتجاء إلى القطاع الخاص.