توجهت أسرة مريضة فارقت الحياة قبل أقل من شهر بالدارالبيضاء، بشكاية إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية، ضد مدير المركز الصحي نور ببوسكورة، ورئيسة المركز، وعقيده. وحسب الشكاية، التي تتوفر "المغربية" على نسخة منها، فإن الضحية صارعت المرض طويلا، وكانت بطلة قصة مأساوية، عاشتها أسرتها الصغيرة في شقة بسيطة، قرب طريق الرحمة بالدارالبيضاء، قبل أن توافيها المنية، بعد أن طردها المركز، لتأخرها عن الأداء. الضحية في بداية العقد الخامس من عمرها، كانت أصيبت، قبل أشهر، بنزيف داخلي شل حركتها، قبل أن يقصد شقيقاها المستشفى الجامعي الشيخ زايد بالرباط، لتلقي الإسعافات الضرورية، فتحسنت حالتها نسبيا، غير أنها، بعد إجراء فحوصات بمصحة خاصة بالدارالبيضاء، أحيلت على المركز الاستشفائي نور للترويض والتأهيل، في بوسكورة بالدارالبيضاء، لمتابعة علاجها. غير أن إدارة المركز، وبعد مرور أربعة أشهر من العلاج، كانت تتقاضى فيها زهاء 40 ألف درهم للشهر الواحد، من طرف شركة تأمين الضحية وأسرتها، طالبت شقيقي الضحية بتعويض عن الشهر الأخير، بدعوى أن التأمين الصحي تأخر زهاء أسبوع عن دفع مستحقات العلاج. ويقول شقيق الضحية المكلوم إن إدارة المركز اتصلت به هاتفيا، وطلبت منه دفع مستحقات علاج شهر، وبعد تأخر دام أسبوعا لجمع المال، فوجئت أسرة الضحية، رقية، البالغة من العمر 52 سنة، بسيارة إسعاف تحضر إلى المنزل وترمي المريضة، وهي تصارع الموت، أمام شقتها، بدعوى أن المركز الاستشفائي لن يواصل علاجها دون أن يدفعوا المقابل. ومباشرة بعد ذلك، لاذت سيارة الإسعاف بالفرار. وعاينت "المغربية" الضحية رقية، قبل وفاتها، وهي تعتصر ألما دون أن تحرك ساكنا، وكل ما يصلها من طعام كان عبر ثقب المعدة، اختار الأطباء بالمركز الاستشفائي نور أن يستعينوا به ليزودوها ببعض مشتقات الحليب. ولم تستسغ والدة الضحية معاناة ابنتها، وكيف تخلى عنها المركز الاستشفائي، وهي تصارع الموت، قبل أن يرميها أمام بيت شقيقيها، بدعوى التأخر عن دفع مستحقات العلاج، ما أدى إلى وفاة الأم، متأثرة بأزمة نفسية حادة، يقول شقيقا رقية، التي فارقت الحياة. ولم يجد بعض أفراد أسرة الضحية، وهي عازبة، بدا من شراء سرير خاص بالمستشفيات، وبعض اللوازم الطبية، لترقد داخل شقة توجد بهامش الدارالبيضاء. وقال شقيق الضحية، ل"المغربية"، إن إدارة المركز الاستشفائي أنذرته بضرورة التصرف، ودفع مستحقات علاج شهر، رغم توصل الإدارة بمستحقات أربعة أشهر، مهددة إياه بأنها لن تحتفظ بالمريضة، وأنها ستوصلها إلى بيتها، كما فعلت سابقا مع حالات بمراكش وأكادير، لم تستطع أسرها دفع مستحقات العلاج، رغم توفرها على التأمين الصحي. وكانت الضحية رقية في صحة مستقرة، حسب تقرير لمستشفى الشيخ زايد، حصلت "المغربية" على نسخة منه، قبل أن تتدهور أحوالها، بالمركز الاستشفائي نور، الذي لم تجد إدارته حلا، غير التخلص من الضحية، بإعادتها إلى شقة كانت هي مثواها الأخير. وحاولت "المغربية" الاتصال أكثر من مرة، بالمركز الاستشفائي "نور" ببوسكورة، غير أن الهاتف ظل يرن دون أن يجيب أحد.