علقت وزارة الاتصال، أمس الجمعة، نشاط قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية في المغرب، مع وقف منح طاقمها اعتمادات العمل فوق التراب الوطني، وفق المقتضيات القانونية الجاري بها العمل. ورفض خالد الناصري، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة، التعليق على هذا القرار، مكتفيا، في اتصال هاتفي مع "المغربية"، التأكيد على أن بلاغ الوزارة يتضمن كافة المعلومات المتعلقة بهذا القرار. وأشار بلاغ وزارة الاتصال إلى أن القرار جاء بعد أن رصد حالات عديدة انحرفت فيها القناة المذكورة عن قواعد العمل الصحفي الجاد والمسؤول، الذي يقتضي التقيد، في جميع الظروف والأحوال، بشروط النزاهة والدقة والموضوعية، والحرص على احترام القواعد والآداب المهنية، كما هو متعارف عليها. وأكد البلاغ ذاته أن المصالح المختصة بوزارة الاتصال أعدت جردا شاملا وتقييميا دقيقا للتقارير والبرامج الإخبارية، التي تناولت الشأن المغربي على قناة "الجزيرة" الفضائية، إذ ترتب عن هذه المعالجة الإعلامية غير المسؤولة إضرار كبير بصورة المغرب، ومساس صريح بمصالحه العليا، وفي مقدمتها، قضية وحدته الترابية، التي تحظى بإجماع وطني راسخ لدى كل فئات الشعب المغربي. وسجلت الوزارة، في هذا الصدد، بأن القناة المذكورة لم تبادر إلى تصحيح هذا الوضع، رغم كل الملاحظات والتنبيهات، التي أبلغت إلى مسؤولي هذه القناة في مناسبات عدة، الأمر الذي يجسد تماديا مقصودا في الإساءة إلى المغرب، وتصعيدا ملحوظا، زاد حجمه طيلة الفترة الأخيرة، مع إصرار واضح على تقديم صورة عن بلادنا، تتسم بكل الشوائب والمظاهر السلبية، في سعي محموم لتبخيس جهود المغرب في كافة المجالات الإنمائية، والتشويش على مشاريعه وأوراشه الإصلاحية الكبرى، والانتقاص المتعمد من مكتسباته وإنجازاته، في مجال تكريس الديمقراطية وتثبيت حقوق الإنسان. من جهته، اعتبر المصطفى بنعلي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق المشاهد، في حديث ل"المغربية"، أن قرار وزارة الاتصال يأتي لتأكيد عمل الحكومة على مواصلة كافة التحديات، التي تواجه القضايا الوطنية، مؤكدا أن القرار يأتي في الوقت، الذي انحازت فيه قناة "الجزيرة" إلى المس بقضية الوحدة الترابية للمملكة، التي تشكل موضوع كل المغاربة، كما أنها لم تحترم الأسس المهنية للصحافة، إذ غلبت، بشكل واضح، آراء خصوم الوحدة الترابية للمغرب. وسبق للجمعية المغربية لحقوق المشاهد أن راسلت الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة شبكة "الجزيرة"، بخصوص ما تروجه القناة من أخبار غير صحيحة حول المغرب، ولا تحترم شعور الجمهور المغربي.