احتفت جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الإمام الأصيلي، يوم السبت الماضي، بأصيلة، بالناقد والكاتب المغربي عبد الحميد عقار، بحضور أعضاء الجمعية ومجموعة من الكتاب والنقاد المغاربة. انطلق الحفل، الذي صادف الذكرى الثانية والأربعين لتأسيس جمعية قدماء تلاميذ ثانوية الإمام الأصيلي، وشهد تقديم وتوقيع كتاب "سلطة الثقافي والسياسي" لعبد الحميد عقار، بكلمة لإدريس علوش، أعلن فيها عن انطلاق فعاليات هذا اللقاء الأدبي، الذي يهدف بالأساس إلى إغناء المشهد الثقافي بالمدينة، والاحتفاء بالذكرى 42 لتأسيس الجمعية، التي كرست، منذ 1968 ثقافة جادة وهادفة ذات إشعاع فكري وأدبي، شكل قفزة نوعية في المشهد الثقافي بأصيلة، وامتد تأثيرها إلى سائر أنحاء الوطن. من جهتها، رحبت سلمى الناصري (عضوة الجمعية)، بالمشاركين والحاضرين، الذين لبوا دعوة هذا اللقاء من أدباء ومهتمين بالشأن الجمعوي والثقافي، مؤكدة أن الجمعية مازالت قادرة على العطاء والاستمرار ونهج سبل المقاومة والإبداع. وعرف الحفل مشاركة الأستاذين محمد المسعودي وعبد الفتاح الحجمري، اللذين قدما قراءتين عميقتين في كتاب "سلطة الثقافي والسياسي" للكاتب والناقد المغربي عبد الحميد عقار، متطرقين إلى القضايا التي يطرحها، (قضايا المجتمع ومظاهره، اللغة، التربية، المرأة...)، بحيث يعبر الكتاب عن مرحلة ثقافية حافلة بأسئلة عميقة تجد راهنيتها في حاضر يزداد تعقيدا، وأكثر إلحاحا في رسم معالمه على الصعيد الاجتماعي. وفي كلمته، شكر الناقد عبد الحميد عقار، أعضاء الجمعية على هذا الاحتفاء، مؤكدا أن الجمعية تعمل على استقطاب رموز الثقافة المغربية، منذ تأسيسها في أواخر الستينيات من القرن الماضي، إلى اليوم، مع حرصها على فعل ثقافي جاد وفكر عقلاني وإبداع متحرر، ثم تطرق للحديث عن كتابه والقضايا المتنوعة، التي يطرحها ونوعية الأسئلة التي يتناولها، من خلال الحوارات، الواردة بالكتاب، التي تعبر عن مرحلة سابقة من التاريخ الثقافي المغربي. وشهد الحفل أيضا، تنظيم أمسية شعرية، مصحوبة بوصلات غنائية، أتحف من خلالها الزجال المغربي محمد موتنا الحاضرين بقصيديتين زجليتين "ارشوق الشيخ"، و"شي لعيبات" وقرأ الشاعر إدريس علوش نصا شعريا أهداه إلى الشهيد عبد الرحمان عمر، قبل أن يتنقل الحاضرين إلى جو الموسيقى والغناء مع الفنان سعيد المغربي، الذي غنى رائعتي "المعطي عندو قلب"، و"ولدك يا لالا". للإشارة، فكتاب "سلطة الثقافي والسياسي" لعبد الحميد عقار، صدر للناقد ضمن منشورات شركة النشر والتوزيع المدارس بالدارالبيضاء. وضم مجموعة من الحوارات أجرتها مع عقار منابر إعلامية مكتوبة ومرئية، خلال الفترة الممتدة من سنة 1984 إلى سنة 2009. وتتعدد المسارات في هذه الحوارات، إذ تلتقي عناصر من السيرة الذاتية بآراء في الدينامية السياسية والثقافية المغربية طيلة ربع قرن، إضافة إلى آراء شخصية في قضايا (التربية والتعليم والتنوع والقراءة والإعلام والتطرف والإرهاب...) يصوغها عقار من مختلف المواقع، التي مارس فيها إدارة "جسور" أو التدريس الجامعي أو الكتابة النقدية أو العمل الثقافي.