أشعلت "الشيشة" فتيل مواجهة مفتوحة وشرسة بين أرباب المقاهي، خاصة الواقعة في تراب عمالة مقاطعة سيدي بليوط بالدارالبيضاء، والسلطات المحلية والأمنية.وتشن مصالح الأمن، في فترات متفرقة، حملات مباغتة، تسفر عن إغلاق المقاهي، وحجز الأدوات الموجودة فيها، وإيقاف بعض الزبائن. وقالت مصادر مطلعة ل"المغربية" إن عناصر دائرة الأمن بدرب عمر، التابعة للمنطقة الأمنية أنفا، معززة بالصقور، قادت، أول أمس الأربعاء، في التاسعة ليلا، حملة أمنية، شملت مقهيين بوسط المدينة، أسفرت عن إيقاف حوالي 25 شخصا، وحجز أزيد من 17 قنينة نرجيلة. وأضافت المصادر أنه من المنتظر أن يحال الموقوفون، اليوم، على وكيل الملك بابتدائية البيضاء، الذي سيتولى النظر في هذا الملف. وأكدت المصادر أن هذه الحملات تتماشى مع مجهودات وزارة الداخلية في هذا الإطار، وأنها لن تكون عابرة، بل ستستمر، حتى تحقق الغايات المرجوة منها. يذكر أن وزير الداخلية، الطيب الشرقاوي، سبق أن أكد أن السلطات المحلية اتخذت تدابير عملية، تقضي بمحاربة تدخين مادة "الشيشة" في المحلات المفتوحة في وجه العموم، باستصدار قرارات عملية، تقضي بمنع استعمال هذه المادة بالمقاهي والمطاعم، تحت طائلة الإغلاق، نظرا لما رصد من اقتران استهلاكها بتصرفات تمس بالأخلاق، والصحة العامة. وأضاف الوزير، في معرض رده على سؤال شفوي سابق بمجلس النواب، حول موضوع تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العمومية، أنه جرى، خلال سنة 2009، إيقاف 667 شخصا، وحجز 783 نرجيلة، وإغلاق 241 مقهى، منذ بداية 2009، بسبب استهلاك الشيشة. وأضاف الشرقاوي، في جواب تلاه نيابة عنه خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن "هذه الحملات أعطت نتائجها، إذ لم يتعد عدد الأشخاص، الذين جرى إيقافهم، برسم الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية، 70 شخصا، وجرى حجز 46 نرجيلة". وشدد على أن "المصالح الأمنية تبقى ساهرة على ضمان تغطية متواصلة للمناطق، التي توجد بها هذه المحلات، من خلال تكثيف الدوريات، مع تشديد المراقبة من قبل فرق الأحداث التابعة لمصالح الشرطة القضائية على تلك المحلات. وذكر الوزير أنه، منذ صدور القانون رقم 91/15، بتاريخ 29 أبريل 1991، المتعلق بمنع التدخين والإشهار والدعاية للتبغ في بعض الأماكن، عملت جل عمالات وأقاليم المملكة على اتخاذ تدابير وقائية للحد من ظاهرة التدخين في الأماكن العمومية، من خلال إجراءات تتمثل في الحث على تعليق ملصقات على الجدران للدعوة إلى عدم التدخين، والتنسيق مع عدد من جمعيات المجتمع المدني، لتنظيم أنشطة في مجال نشر الوعي بمخاطر التدخين والإدمان عليه، في الأماكن والمرافق والمؤسسات العمومية. وكانت الشيشة انتشرت، في السنوات الأربعة الأخيرة، بشكل كبير في المقاهي البيضاوية، وأضحت نقطة جذب للزبائن بمقاهي عدة. وسبق أن عقدت اجتماعات بين مسؤولين عن ولاية الدارالبيضاء وممثلي جمعية أرباب المقاهي، غير أنها فشلت في إيجاد حل ل"حرب السلطات" على الشيشة.