شددت التدابير الأمنية إلى حد كبير في الولاياتالمتحدة بعد توقيف المتهم بتنفيذ الاعتداء الفاشل في نيويورك، فيما يتواصل التحقيق بعد اعترافات فيصل شهزاد.إجراءات أمنية مشددة في باكستان (أ ف ب) وأغلقت الشرطة الأمريكية جسر (روبرت إف كنيدي) في نيويورك في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي، لمدة ساعتين بعد أن أثارت شحنة مخاوف من حدوث هجوم محتمل بقنبلة. وذكرت شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية الأميركية أن السلطات في نيويورك أعلنت أنه لا يوجد خطر من الشاحنة. وجرى إرسال فريق من خبراء المفرقعات إلى الجسر بعدما شم عامل على الجسر رائحة بنزين قوية تنبعث من الشاحنة. يأتي الحادث عقب أيام من محاولة هجوم فاشلة على ساحة تايمز في نيويورك. وسيحال الشاب الأميركي من أصل باكستاني الذي اعتقل مساء الاثنين الماضي، فيما كان داخل طائرة تستعد للإقلاع متوجهة إلى دبي، على النيابة العامة. واتهم رسميا بمحاولة استخدام أسلحة دمار شامل وبمحاولة القتل في الولاياتالمتحدة من خلال شبكة إرهابية دولية، وبنقل متفجرات ومحاولة تدمير مبان. وإن ثبتت التهمة عليه فهو يواجه عقوبة السجن مدى الحياة. وأثناء مثوله أمام النيابة العامة عليه إما أن يقر بأنه مذنب وإما غير مذنب. وأعلنت إدارة الأمن الجوي (تي اس ايه) أنها طلبت من شركات الطيران مراجعة قائمة الركاب الممنوعين من السفر كل ساعتين، وليس كل أربع وعشرين ساعة كما كان الأمر في السابق. وكان اسم فيصل شهزاد أضيف إلى هذه القائمة التي تضم نحو 2500 شخص قبل بضع ساعات من عملية الإقلاع التي سمحت بها طيران الإمارات. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أنه فتح تحقيق لمعرفة كيف تمكن المشتبه به من الصعود إلى الطائرة وكان من الممكن أن يفلت بفارق دقائق معدودة. وتثير محاولة الاعتداء هذه على الأراضي الأميركية القلق. ففي نيويورك خصوصا يؤكد المسؤولون أن المدينة تشكل هدفا مفضلا للارهابيين. ورفع عدد الدوريات في محطات المترو كما عززت الشرطة وجودها في الأحياء السياحية مثل تايمز سكوير، حيث كانت السيارة المفخخة متوقفة، أو جنوب مانهاتن حيث البورصة والمحاكم الفدرالية. وطالب رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ أثناء جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في الكونغرس بتمويل ملائم لمحاربة الإرهاب. وقال بلومبرغ: منذ 1990 تعرضت مدينتنا لأكثر من 20 مؤامرة إرهابية أو اعتداءات. لذلك من المهم جدا بالنسبة للكونغرس أن يمول كليا إجراءات مثل تأمين المدن واتخاذ تدابير أخرى لتساعدنا على محاربة الإرهابيين. وأضاف رئيس بلدية نيويورك إن تأمين المدن هو خطة لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية ترمي إلى المساعدة على حماية المدن الكبرى من الهجمات الإرهابية. ويفيد التحقيق أن فيصل شهزاد قاد سيارة نيسان رباعية الدفع تحمل عبوة ناسفة مصنوعة من مفرقعات وصفائح بنزين وقارورات غاز، وتركها في ساحة تايمز سكوير عصر السبت الماضي قبيل فتح مسارح برودواي. ورغم بداية انفجار لم يصب أحد بأذى بفضل بائعين شاهدا سحابة الدخان تتصاعد من السيارة فاخطرا الشرطة. وخضع الشاب الثلاثيني طوال نهار الثلاثاء الماضي لاستجواب مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) والوحدات الخاصة لمكافحة الإرهاب التي تسعى لمعرفة ما إذا كان هناك رابط بين محاولة الاعتداء وباكستان. وفي حديث لشبكة التلفزة (سي بي اس) قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي إن محاولة الاعتداء هي عملية ثأر ردا على غارات الطائرات الأميركية دون طيار التي تستهدف قادة طالبان. ويشير محضر الاتهام إلى أن فيصل شهزاد تلقى تدريبا على صنع المتفجرات في باكستان. ومكث خمسة أشهر في منطقة وزيرستان قبل أن يعود إلى نيويورك بمفرده دون زوجته وأولاده الذين بقوا في المكان، قبل أسابيع قليلة من العملية الفاشلة. ولم يعط أي سبب لعدم مثول الشاب أمام القاضي. وفي كراتشي أعلنت السلطات استجواب شخصين تلقيا مكالمات من هاتفه المحمول. وعقدت سفيرة الولاياتالمتحدة في باكستان آن باترسون اجتماعا بشأن التحقيق حول الاعتداء الفاشل في نيويورك، مع مسؤولين باكستانيين. والتقت باترسون الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري. ثم التقت أيضا نظيرها شاه محمود قرشي ووزير الداخلية رحمن مالك. وقال المتحدث باسم الخارجية فيليب كراولي إن الباكستانيين يتعاونون تماما مع التحقيق. وهم يعترفون بان دولتينا تتقاسمان التهديد والمسؤولية، مضيفا: هناك تورط خارجي بكل وضوح. وحرص الرئيس الأميركي باراك أوباما على الإشادة بيقظة مواطنيه واتصل هاتفيا بالبائعين اللذين رصدا السيارة المشبوهة وأخطرا قوات الأمن.