يسعى المغرب إلى جذب استثمارات ضخمة في مشروعات الأمونيا الخضراء كجزء من خططها لتعزيز إنتاج وصادرات الأسمدة والفوسفات ذات انبعاثات منخفضة للكربون. وفي هذا السياق، أعلن "المكتب الشريف للفوسفاط" عن نيته استثمار 7 مليارات دولار في إنشاء مصنع للأمونيا يستخدم الهيدروجين الأخضر. وتأتي هذه الخطوة في إطار خطط المجموعة، التي تعد واحدة من أكبر شركات الفوسفات والأسمدة في العالم، لزيادة إنتاجها وتحقيق خفض الانبعاثات الكربونية من عملياتها، حيث تهدف هذه الخطط إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2040. وتعتبر الأمونيا الخضراء منتجًا مهمًا، حيث تستخدم كمادة خام أساسية في صناعة الأسمدة، وباستخدام الهيدروجين الأخضر في إنتاج الأمونيا، يمكن تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، مما يساهم في الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. ويُعدّ المغرب ثالث أكبر منتج للفوسفات في العالم، إذ يحتوي على 75% من الاحتياطيات العالمية من صخور الفوسفات المستعمَل في صناعة الأسمدة. وأفادت منصة الطاقة المتخصصة أن المكتب الشريف للفوسفاط يعابر واحدًا من أكبر مستوردي الأمونيا، إذ أنفق خلال العام الماضي (2022) نحو ملياري دولار على المواد الخام، بعد أن أدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع الأسعار العالمية، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة. كما أدى تأثير الحرب في الإمدادات إلى زيادة اهتمام الشركة بالطاقة المتجددة، بصفتها جزءًا مهمًا من الإستراتيجية الصناعية المغربية للحد من واردات الطاقة. وحسب ذات المصدر يخطط المغرب لإنتاج 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، بالاعتماد على إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر، من أجل تسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول 2050. وللتعويض عن مشكلات الإمداد، أبرمت شركة الأسمدة والفوسفات المغربية صفقة لشراء الأمونيا من أميركا الشمالية هذا العام، حسبما ذكرت وكالة رويترز. وأفاد الموقع المتخصص أنه على المدى الطويل، تخطط شركة الفوسفات لتعزيز سلسلة التوريد المحلية، بما في ذلك من خلال بناء مصنع لإنتاج الأمونيا الخضراء في طرفاية بجنوب المغرب. وبحلول عام 2026، سينتج المصنع 200 ألف طن من الأمونيا سنويًا، ترتفع إلى مليون طن بحلول عام 2027 و3 ملايين طن بحلول عام 2032، وفق البيانات التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة. وتُعد خطة المكتب الشريف للفوسفاط لاستعمال الهيدروجين المنتج من التحليل الكهربائي الذي يعمل بالطاقة الشمسية والرياح كمواد خام لتصنيع الأمونيا جزءًا من إستراتيجية بقيمة 12.3 مليار دولار أٌعلنها في دجنبر للتحول إلى الطاقة المتجددة، لتطوير القطاعات المرتبطة بإنتاج صناعات الفوسفات وتطويرها على مدى 5 سنوات. وتأتي الاستثمارات ضمن البرنامج الاستثماري الأخضر الجديد ل"المكتب الشريف للفوسفاط" التابع للدولة، خلال المدة بين 2023 و2027، إذ يهدف المجمع إلى زيادة الإنتاج بالاعتماد على الطاقة الخضراء، وتحقيق الحياد الكربوني قبل عام 2040، على أن تصل نسبة المكون المحلي إلى 70%، فضلًا عن توفير 25 ألف فرصة عمل. وتتيح الاستثمارات على المدى البعيد وضع حدّ لاعتماد الشركة الحكومية على الواردات، مثل الأمونيا الخضراء في المغرب التي سيجري إنتاجها من خلال الهيدروجين الأخضر.