المغرب 24 : محمد بودويرة عبّر الصحافيون العاملون بالإذاعة الجزائرية الرسمية عن رفضهم لعدم السماح لهم بتغطية التظاهرات المناوئة للولاية الخامسة للرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة. و وجه الصحفيون بياناً احتجاجياً باسم نقابة عمال وصحافيي الإذاعة، لمديرهم العام شعبان لوناكل، ينددون من خلاله بغياب الحياد في معالجة الأحداث السياسية من خلال “تغطية مميّزة” لأنصار الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وتجاهل المسيرات والتظاهرات التي شارك فيها الآلاف في مختلف مناطق البلاد، الجمعة، احتجاجا على ترشّح بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة. وجاء في البيان، "نحن صحفيو الإذاعة الوطنية، القناة الثالثة، والقناة الثانية، والقناة الأولى، نشهد على عدم احترام الحياد في معالجة الخبر داخل أقسام التحرير، ونعمل في الخدمة العمومية ولسنا صحفيي الدولة، والإذاعة الجزائرية ملك لكل الجزائريين ومن واجبنا إعلامهم جميعا”. وأضاف البيان “إنّ قرار المسؤولين بتجاهل المظاهرات الكبيرة ليوم 22 فبراير 2019 ليس إلا أحد مظاهر الجحيم الذي نعيشه يوميا أثناء ممارسة مهنتنا”، مؤكدا أن الصحافيون يرفضون “المعالجة المميزة والاستثنائية التي يفرضها المسؤولون لصالح الرئيس والتحالف الرئاسي وتقييد هذه المعالجة عندما يتعلق الأمر بالمعارضة”. وأشار المصدر إلى “توتّر شديد في قاعات التحرير”، داعيا المدير العام للإذاعة الوطنية الجزائرية شعبان لوناكل للعمل مع الصحفيين من أجل “مصلحة إعلام الجزائريين بكل موضوعية”. وكانت مريم عبدو إحدى أبرز رؤساء تحرير القناة الثالثة الناطقة بالفرنسية في الإذاعة الجزائرية قد أعلنت، السبت، على مواقع التواصل الاجتماعي استقالتها من منصب رئيسة التحرير، احتجاجا على عدم تغطية التظاهرات. وحتى القنوات التلفزيونية الإخبارية الخاصة التي عادة ما تهتمّ بالحدث وتنقله مباشرة، لم تقم بتغطية تظاهرات الجمعة بشكل واسع. وأغلب هذه القنوات ملك لرجال أعمال مقرّبين من الرئيس بوتفليقة. واستجاب آلاف الجزائريين الجمعة لدعوات للتظاهر صدرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في عدة مناطق من البلاد للاحتجاج على ترشّح بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999 لولاية خامسة في الانتخابات المقرّرة في 18 أبريل المقبل. و أمس الأحد تظاهر المئات أيضا في وسط العاصمة الجزائرية وتدخلت الشرطة لمنعها. ويتنقّل بوتفليقة على كرسي متحرّك منذ أصيب بجلطة في الدماغ في 2013 وقد أعيد انتخابه باستمرار منذ 2004 بنسبة تفوق 80 بالمئة من الأصوات ومن الجولة الأولى.