في ظل مواكبتنا و اهتمامنا بالأدوار المهمة التي تقوم بها ملائكة الرحمة ( الممرضين و الممرضات)، وبعد توصلنا بعدة شكايات من مرضى طالتهم معاملات سيئة أثارت غضبهم و سخطهم التي تترجمها عدة خروقات أبطالها بعض الممرضين والممرضات المجردين من الإنسانية، في ظل ما تعرفه المؤسسات الصحية من خلال التكوين الذي استفاد منه موظفو القطاع الصحي بالمنطقة الشرقية في مقدمتها المنظومة الصحية التي تنص على تجسيد و تلميع صورة الممرض المغربي في إطار أخلاقيات المهنة، بحكم أن الممرض أو الممرضة يعتبران أحد خيوط الربط بين المريض والطبيب وأيضا واجهة القطاع. ومن هنا نتساءل عن سبب غياب أخلاقيات هذه المهنة النبيلة التي أثارت زوبعة من التساؤلات لدى الرأي العام. وفي هذا الصدد ارتأت جريدتنا أن تبرز لقرائها بعض الحقائق المبهمة و التي استطعنا أن نضعها نصب اهتمامنا، ولسرد بعض الحقائق التي عايشها المرضى وعايشناها نحن أيضا. من رشوة ومعاملة سيئة ولامبالاة ولعل أبسط مثال (عايشته أنا شخصيا عندما أجرى أحد أقاربي عملية جراحية في مستشفى الفارابي )، فالطبيب لم يرض بإجراء هاته العملية حتى حصل على مبلغ من المال. وبعد انتهاء العملية تم تركيب قنينة مايعرف ب(السيروم). وخلال الليل بعدما فرغت القنينة بحثنا عن ممرضة أو ممرض لتغييرها فلم نجد أحدا. كلهم نيام رغم أنهم في ديمومة ليلية(بيرمنونس) فاضطررت إلى تركيبها بنفسي. أليس هذا قمة الاستخفاف بحياة المرضى؟ أين هي الأمانة المهنية؟أين هو القسم المهني؟أين هو مندوب الصحة من كل هذا؟ لقد بتنا نخاف دخول مستشفى الفارابي فالداخل إليه مفقود والخارج منه مولود. انه بئر لا نهاية له فالمواطن المغلوب على أمره لايستطيع الذهاب إلى المستشفيات الخاصة نظرا لتكلفة العلاج الباهظة الثمن فما عليه إلا التوجه مرغما إلى مستشفى الفارابي وهو يدرك مسبقا ما ينتظره من متاعب وكما يقول المثل(مرغم أخوك لا بطل).