يسود صمت مطبق حول هويات وعدد الضباط الذين لقوا حتفهم صباح اليوم الثلاثاء، على إثر تحطم طائرة عسكرية جزائرية بجبل فرطاس بمنطقة ام البواقي شرق الجزائر. وبينما يتحجج النظام العسكري بصعوبة التضاريس ووعورة المنطقة الجبلية التي تحطمت فيها الطائرة العسكرية، لتبرير شحّ المعلومات عن هوية وعدد الضحايا، يرى بعض المتتبعين للشأن الجزائري ان الامر من المحتمل ان تكن له علاقة بما يجري في البلاد من صراع بين محيط الرئيس بوتفليقة ومؤسسة الجيش والاستخبارات.. ويزداد هذا الاحتمال الاخير، يقول المحللون، إذا علمنا ان الحدث يأتي ساعات قبل الاعلان عن لائحة الضباط الجزائريين الذين سيشملهم قرار الاعفاء من الخدمة طبقا للفصل 20 من التنظيم العسكري الذي قرر بوتفليقة تفعيله ،الاسبوع الماضي، بعد وصول الصراع بين حزبه وعصبته إلى الباب المسدود مع بعض الضباط الذي يرفضون ترشحه لولاية رابعة وخاصة رئيس الجهاز الاستخباراتي محمد مدين المدعو "توفيق"، والذي قرر مقاضاة عمار سعداني، الامين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ، وذلك على خلفية الاتهامات التي وجهها لتوفيق وجهازه.. وفي هذا الاطار لم يستبعد الدبلوماسي الجزائري السابق محمد العربي زيتوت، في تصريحات صحفية، أن يكون الحادث مدبرا وله علاقة بالصراع الدائر بين الأجنحة الحاكمة في الجزائر. وقال العربي زيتوت: "من المبكر إصدار حكم نهائي في طبيعة السقوط التي أعلن عنها لطائرة عسكرية جزائرية اليوم الثلاثاء شرقي الجزائر، لكن من المحتمل أن تكون على صلة بالصراع الدائر بين أجنحة الحكم وانسداد آفاق الحوار والتوافق بينهم، لا سيما مع هذا الكم الهائل من الضباط الذين تم الإعلان عن مقتلهم". وأضاف الدبلوماسي الجزائري السابق :"ما يرجح احتمال أن يكون حادثا مدبرا أنه يأتي في ظل مناخ سياسي متوتر، فقد قتل قبل نحو أسابيع ثلاثة من العقداء في الجيش الجزائري كانوا على صلة بالتحقيق في قضايا لها علاقة بصراع الاجنحة داخل المؤسسة العسكرية نفسها وبين المؤسستين العسكرية والرئاسية"، على حد تعبيره زيتوت. وأفادت مصادر مطلعة في تصريحات متطابقة، أن الطائرة من نوع "هرقل" كانت تقل عسكريين وعائلاتهم، وكانت تقوم برحلة بين تمنراست جنوبالجزائر ومدينة قسنطينة شرق الجزائر، مع توقف في مدينة ورقلة النفطية جنوب البلاد، مؤكدة أن الطائرة انقطع الاتصال بها بين منطقة قسنطينة وأم البواقي شرق الجزائر. إلى ذلك أفاد مصدر امني لوكالة فرانس برس ان 103 أشخاص قتلوا الثلاثاء في حادث تحطم طائرة عسكرية في شرق الجزائر كانت تقل 99 راكبا و4 من أفراد الطاقم. كما قالت مصادر إعلامية جزائرية، إن مائة وثلاثة أشخاص قتلوا في تحطم طائرة عسكرية جزائرية شرقي البلاد، في حين لم ترد تفاصيل عن أسباب الحادث حتى الآن. وقالت الاذاعة الجزائرية من جانبها ان عدد القتلى بلغ 99 شخصا, وان الطائرة وهي من طراز هيركوليس سي 130 تحطمت في أم البواقي، على بعد 500 كلم شرق الجزائر، بسبب "سوء الأحوال الجوية". وأفاد المصدر الامني الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الطائرة كانت تقل عسكريين وعائلاتهم.