شجيع محمد ( مريرت ) : أضحت المهرجانات محل انتقاد رغم الحيل التي يلجأ إليها المشرفون و المنضمون باختيارهم للعناوين و عبارات فضفاضة كتسميتها بالمهرجانات الدولية وأنها تساهم في تشجيع السياحة في البلد و تأهيل الإقتصاد المحلي و الأدهى ما في الأمر أن ميزانيتها وصفت بالطائلة وعلق الغالبية من العارفين بخبايا الأمور و المنتقدون بأنه تطبيل وتزمير لهدر المال العام ومجرد دعاية مصنوعة ليس إلا تبادل المصالح والأغراض شخصية فقط و لا علاقة للجهات و المناطق المعنية بأية سياحة و لا هم يحزنون في الوقت الذي إستفاد فيه المحضوضون و ذويهم من عدة إمتيازات و تم الإكتفاء بغدق الأموال عليهم بدون حساب حيث كان هدف المنظمين و كالمعتاد هو تلميع الصورة بعيدا عن المشاكل التي يتخبط فيها الساكنة ووصفت بكونها تمييع وتضييع للوقت و المنظمين لا يهمهم سوى تزيين الصورة فقط و بمباركة من خصوصا أن المناطق المستضيفة للمهرجان تحتاج للمزيد من التنمية لا للتغريد و التهليل و التمييع ولأن البلاد في حاجة لتوفير فرص الشغل وخلق مشاريع مدرة للدخل أمام شباب تاه في عالم الإجرام و المخدرات و البنيات التحتية من طرق وليس إعتماد ديماغوجية الإلهاء للهروب من الواقع المعاش الذي يتسم بالمرارة و تسويق المعاناة الحقيقية وكل سنة تجد الوضع على ما هو عليه و تتم معاودة الكرة ولعل واقع البنيات التحتية و الوضع الصحي و البطالة وشيوع الإجرام لخير دليل على الهدر الممنهج للمال العام في البهرجانات الفضفاضة و التي لا طائل منها سوى محاولة الهروب من الواقع إلى حلم التطبيل و التهليل و التزمير عوض استغلالها و استثمارها لتغطية النقص الحاصل في البنية التحتية الهشة المتسمة بالغش و المستشفيات التي تشكو من انعدام أبسط المستلزمات من ضمادات و حقن وأمصال في الوقت الذي نسمع فيه عن تزايد وفيات لدغات “”” العقارب “”” و الحشرات السامة و أقسام تشكو من ضعف التجهيزات و منظومة تعليمية متهالكة و قرى تشكو من الحرمان و البؤس و غياب الطرق و المسالك وحتى الماء الشروب …أما العناوين العريضة كالثقافة و التراث و التنمية المستدامة فكلها مجرد كلمات فضفاضة لتبرير ميزانية البهرجة و الضحك على الذقون وتكثير عدد الفرق لتبرير صرف الميزانيات .. إنه العبث وما أدراك ما العبث والشيوع و الإغراق في مستنقعات اللهو والتنويم المغناطيسي للعقول و التكليخ أمام الغياب التام للتنمية الشاملة الحقيقية فإذا كانت تهمهم المناطق و تنميتها فلماذا تركت في وحل الركود الإقتصادي و الإجتماعي والصحي و التعليمي و بعدت عن التنمية بعد السماء عن الأرض و لا تظهر المناطق الجبلية وأهمية الأقاليم إلا خلال هاته المهرجانات يتخدون إسمها كعنوان لها و ساكنتها ينخرها الفقر و التهميش و الأمية تعيش في حصار دائم كلما حل موسم الشتاء و يموت معظمهم تحت أكوام الثلوج ..أمام السياسة العمياء للمشرفين على تسيير الشأن العام المحلي و الذين غابت عنهم رؤية واضحة بخصوص تدبير وتسيير الأمور على الوجه السليم أو ربما أميون من هذا الجانب لا تهمهم سوى المناصب و السيارات و المكاتب و التوقيع … ولكي لا نذهب بعيدا فإقليم خنيفرة مهرجان أجدير إيزوران و مهرجانات موازية حيث كان الفضل فيها لزوجة إحدى المسؤولين … و التي كان لها الحظ الأوفر في تسيير هذه المهرجانات و تدبير شؤونها و منصاتها و بمجرد ما تطأ قدماك تراب قرية أجدير حتى تفاجئ بطرق من نوع آخر ( الصور ) إنها ليست لإحدى الطرق بأفغانستان أو سوريا أو إحدى المناطق المنكوبة إنها الطريق الرابطة بين أجدير وعيون أم الربيع والرابطة بين خنيفرة وأجدير تلك القرية التي تحتضن مهرجان أجدير إيزوران والذي خصص له ما يفوق المليار ( 1000 مليون ) وكل مرة يختار له عنوان عريض وفضفاض ” الفعل الثقافي – التراث الثقافي – تنمية المناطق الجبلية – التنمية المحلية – تأهيل وتنمية –التراث الأمازيغي و تأهيل السياحة … تثمين وتأهيل الإقتصاد المحلي …. . وكم يكون السخاء عارم لأن القضية تتعلق ب “بهرجان ” وكل موسم يحضر حفل افتتاحه العديد من “””الشخصيات الحكومية “”” و ( برلمانيي المشلولين الصامتين ) … و تلقى كلمات رنانة مفادها أن المناطق الجبلية تتمتع ببنية طرقية جيدة وتنمية مستدامة و المنطقة سياحية بامتياز و ليتأكد بعد ذلك أن كل هذا مجرد صيحة في واد سحيق وكل الطرق عبارة عن أخاديد وحفر وبرك مائية وجرفت الأمطار هذه الطرق وأدت بها في الأودية و تحولت الجوانب إلى مستنقعات و يتم إستغلال مسألة إصلاح هذه الأخيرة والرقي بالمنطقة إلى ورقة مربحة خلال كل موسم إنتخابي إذ تصرف ميزانيات ضخمة على البهرجانات كل سنة ويتم تخصيص الفتات لترقيع بعض الحفر و التي تذهب إلى جيوب المسؤولين وهكذا ألفنا مشاهدة البنية و المسالك الطرقية بمنطقة أجدير و عيون أم الربيع و أكلمام أزكزا باعتبارهم قطبا سياحيا بالمنطقة وحباها الله بمناظر قل نظيرها لكن ظلم أهل القربى من مرشحين وبرلمانيين و مسيري الجماعات الترابية أشد قسوة … وبقيت الطريق و المسالك الطرقية بالمنطقة تتخبط في حالتها المزرية وخلفت حوادث السير الخطيرة والتي لم تعد صالحة لينكشف الغش والتواطؤ و الدسائس و المكر و الخداع الذي نهجته هذه الحرباء التي تغير لونها كل موسم إنتخابي و التي تخدع أعين الناظرين وكم من مرة ندد ساكنة المنطقة ونهجوا أساليب احتجاجية للإكتراث لحالهم الذي يذمي القلوب و و الطرق التي يتحاشى المرء حتى النظر إليها و الزائر الذي يمل منها و يسب حتى الظروف التي دفعته لزيارة هاته المنطقة المنكوبة و كم تعالت صيحات الساكنة خلال مواسم التساقطات بعد أن كانوا رهائن محتجزين تحت أكوام الثلوج وسبق لمجلس جهة بني ملال – خنيفرة أن خصص ميزانيات ضخمة و اتخذ على عاتقه إصلاح جميع الطرق و المسالك القروية وتأهيل المناطق السياحية وتنمية المناطق القروية بالجهة وجعلها من بين أولويات أشغاله لكن لا شيء تحقق من ذلك لنفاجأ بأن هذه المشاريع ألغيت خلال دورة أكتوبر 2018 و التي عقدها مجلس الجهة بمدينة خريبكة .. بدون أي سبب وجيه ….أليس هذا ضحك على الدقون .. أليس هذا استغلالا للوقت …وكما يقال ما حك جلدك مثل ضفرك .. إن الأطلس المتوسط وكما ألفنا عرضة وضحية لظلم السياسة العمياء و ظلم المقربين يتوارثون تهميش المنطقة و إبعادها عن التنمية الحقيقية تئن تحت وطأة الإهمال وتضلينا بالإصلاح كلما حلت مواسم الإنتخابات إلى يوم يبعثون