أعلن نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الخميس أن جثمان الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي توفي الثلاثاء وتقام جنازته الجمعة سيسجى "لأسبوع إضافي على الأقل" ثم سيتم تحنيطه. وقال مادورو في خطاب بثه التلفزيون انه بعد الجنازة الرسمية سيسجى الجثمان داخل ثكنة عسكرية سابقة في كراكاس "لسبعة أيام إضافية على الأقل كي يتسنى للجميع رؤيته"، ثم "سيحنط مثل هو شي منه، مثل لينين، مثل ماو تسي تونغ".
وفيما كان يتحدث، استمر تقاطر ألاف الفنزويليين الخميس إلى الأكاديمية العسكرية في كراكاس حيث سجي جثمان تشافيز لإلقاء نظرة الوداع على الرئيس الراحل عشية تشييعه في مراسم وطنية.
وأوضح مادورو أن 33 رئيس دولة على الأقل سيشاركون في الجنازة، وبعدها "سيسجى جثمان (تشافيز) في مرحلة أولى في ثكنة لا مونتاني" غرب كراكاس. ومن هذه الثكنة بالذات قاد تشافيز انقلابه العسكري الفاشل في 1992، قبل أن ينتخب رئيسا للمرة الأولى في 1998. وقال مادورو أن هذه الثكنة "ستكون مكان استراحته الأول"، علما بأن تشافيز كان أمر بتحويل هذه الثكنة إلى "متحف للثورة البوليفارية" وهو ما يجري تشييده حاليا.
وتابع نائب الرئيس انه "تقرر أن يتم تحضير جثمان القائد، أن يتم تحنيطه، لكي يبقى مرئيا إلى الأبد، لكي يتسنى للشعب أن يكون معه في متحفه، متحف الثورة".
وبدفن تشافيز الجمعة تطوي فنزويلا صفحة من تاريخها وتفتح صفحة جديدة مع رئيس جديد سينتخب في غضون 30 يوما ليقود هذه الدولة النفطية التي تشهد انقساما حادا بين بين مؤيد للرئيس الراحل ومعارض له. وأعلن رئيس الجمعية الوطنية في فنزويلا ديسودادو كابيلو الخميس ان مادورو سيؤدي الجمعة في الساعة 19,00 (23,30 تغ) اليمين كرئيس للبلاد بالوكالة. وقال كابيلو "ندعو إلى جلسة خاصة تعقد غدا في الساعة 19,00 في قاعة الشرف بالأكاديمية العسكرية للحرس الوطني ليؤدي الرفيق نيكولاس مادورو اليمين كرئيس للجمهورية بالوكالة". وأضاف ان مادورو "سيدعو إلى إجراء انتخابات في الموعد المطلوب، خلال الأيام الثلاثين المقبلة بحسب ما ينص عليه الدستور". وسيشارك معظم رؤساء دول أميركا اللاتينية في مأتم تشافيز، إضافة إلى رؤساء إيران محمود احمدي نجاد وكوبا راوول كاسترو وبيلاروسيا الكسندر لوكاشنكو. وأعلنت الخارجية الأميركية الخميس أن القائم بالأعمال الأميركي في كراكاس وسياسيين ديموقراطيين أميركيين سيمثلون الولاياتالمتحدة في مأتم تشافيز. والخميس تقاطر عشرات الآلاف لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس الذي سجي في الأكاديمية العسكرية، المكان الشديد الرمزية الذي انطلق منه تشافيز وهو عقيد سابق في قوات المظليين ليخوض المعترك السياسي. ومن خلف الغطاء الزجاجي للتابوت بدا تشافيز غارقا في سكون الموت وقد البس زيه العسكري الزيتي والقبعة العسكرية الحمراء، كما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس. ومنذ مساء الأربعاء تشكل صف انتظار طويل امتد كليومترات عدة أمام الكلية، واضطر بعض الوافدين للانتظار أكثر من تسع ساعات لإلقاء نظرة الوداع على "القائد". وألقى رؤساء الأرجنتين والاوروغواي وبوليفيا النظرة الأخيرة على الجثمان، على أن يصل نظراؤهم في أميركا اللاتينية في الساعات المقبلة إلى كراكاس.
وفي كوبا، اعتبر الرئيس راوول كاسترو أن تشافيز "دخل التاريخ من بوابته الكبرى" و"رحل منتصرا"، وذلك في أول تعليق علني له على وفاة حليفه الأول. وكان تشافيز يصارع السرطان منذ يونيو 2011 وبعدما ادخل المستشفى شهرين في كوبا عاد بشكل مفاجئ إلى كراكاس في 18 فبراير لكنه لم يظهر أو يتكلم علنا منذ ذلك التاريخ. وتبدأ الجنازة الجمعة اعتبارا من الساعة 10,00 (15,30 تغ).
وأعلنت الحكومة الفنزويلية أن مادورو سيتولى الرئاسة بالوكالة وان انتخابات رئاسية ستنظم في خلال 30 يوما بموجب التعليمات التي تركها هوغو تشافيز. وقد حضر الرئيس الراحل لخلافته عبر تكليفه نائبه لتولي الفترة الانتقالية وكذلك عبر تقديمه كمرشح الحزب الاشتراكي الحاكم في حال إجراء انتخابات.
وأثار إعلان رحيل زعيم اليسار في أميركا اللاتينية صدمة فعلية في فنزويلا وفتح مرحلة جديدة في بلد منقسم بقوة بين مناصري ومعارضي تشافيز الذي هيمن على الحياة السياسية منذ وصوله إلى السلطة في 1999.