تستعد شركة بومبارديي للنقل، الرائد العالمي في مجال تكنولوجيا، النقل السككي، لإنشاء تجمع صناعي في المغرب من أجل صناعة أجزاء القطارات والسكك الحديدية. وقال متحدث باسم الشركة إن الشركة تفاوض مع المكتب الوطني للسكك الحديدية من أجل الفوز بصفقة لتطوير منظومة السكك الحديدية، المحلية ليس فقط لخدمة السوق المغربية ولكن أيضا لتطوير فرص الأعمال في إفريقيا وكذا تموين بعض المشاريع الأوروبية للمجموعة. ووفق الوكالة، فإن الشركة تستعد لتشييد مصنع بالمغرب مختص في صناعة عربات القطارات والسكك الحديدية وتكنولوجيا القطارات من أجل ملاءمة المصنع مع حاجيات المكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي يرغب في عصرنة منظومة شبكاته الحديدية وكذا توسيعها. ووفق تصريح المتحدث باسم الشركة، مارك أندي ليفبريف، فإن المصنع سوف سخلق ما يزيد عن 600 منصب شغل ومن المرتقب أن يتم افتتاحه سنة 2020. وتحاول الشركة التعمق في القارة الإفريقية بالنظر إلى التحدّيات الكبرى التي تواجهها القارة على مستوى التنقل، حيث تسعى لمواكبة التوسع الحضري المستفحل وتسهيل التنمية الاقتصادية في المدن الكبرى. ويمثّل المغرب الخيار المنطقي لإرساء قاعدتنا الإستراتيجية الصناعية في إفريقيا وقد وصل البلد إلى مرحلة متقدمة بفضل خطط الاستثمار القوية في مجال البنيات التحتية المتعلقة بالسكك الحديدية والمُعِدّات الدّارِجة الخاصة بشبكات السكك الحديدية والشبكات الحضرية. كما أن استثمار رؤوس الأموال الأجنبية من خلال التوطين يلعب دورا حاسما في تحفيز النشاط على المستويين المحلي والدولي. ومن شأن منظومة سكك حديدية قوية أن تُدرّ فوائد اقتصادية وتخلق فرصا للشغل وتعزز قدرات اليد العاملة المحلية من خلال التكوين ونقل التكنولوجيا، وأن تجذب بالتالي المزيد من المقاولات الأجنبية إلى البلاد. وهذه هي بداية دورة إيجابية بالنسبة للمغرب. وقد أثبتت بومبارديي للنقل قدرة كبيرة على تفهمِ الوضعيات المعقدة التي يعرفها التنقل وتصميمِ حلول اقتصادية وتكنولوجية فعّالة للتعامل معها في سائر أنحاء العالم. وتتعامل بومبارديي للنقل مع المجموعة الكندية NTS Consulting المتخصصة في الاستشارة والتكوين والهندسة والبحث والتنمية في مجالات متعددة منها صناعة الطيران والسيارات والنقل والعلوم، عبر فرعها المغربي، وهما عازمتان على توسيع هذا التعاون المثمر لضمان حضور قوي على المستوى المحلي. يشار إلى أن الشركة منخرطة أيضا في صناعة الطيران بالمغرب، إذ قررت الشركة، التي تملك مصنعا لقطع الطائرات بالدار البيضاء، نقل جزء من عملياتها الصناعية في أيرلندا الشمالية، إلى كل من المغرب والمكسيك وذلك في إطار خطتها الرامية إلى تحقيق توازن على مستوى العمل وتكاليف الانتاج. قرار "بومبارديي"، التي تعد ثالث مصنع للطائرات في العالم بعد "بوينغ" الأمريكية التي اندمجت مع "ماكدونالد دوغلاس" و"إيرباس" الأوروبية، يرجع بالأساس إلى عدم قدرة الفرع الإيرلندي للشركة الكندية على المنافسة، خاصة بعده عن المحيط الأطلسي.