الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي لا ياتي به ولا ينزله الا هو سبحانه وتعالى ولهذا قال تعالى وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته ليس ويحط رحمته وليس ويضع رحمته بل ينشرها لكي تعم الكل وبسرعة. وكل حي سمكة انما السمكة تموت بانعدام بسرعة واما الانسان وما به يقتات يموت برهة, أي بعد حين. ومنذ اتيان الانسان الى الكون والله يبتليه بالشر والخير فتنة. فلا الشر يدوم ولا الخير يدوم. انما يجب ان نصاحب الشر بالصبر والخير بالشكر. ولهذا قال تعالى وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا ان لله وان اليه راجعون. ويقول تعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. والماء نعمة , ومن أراد ان يقيدها فعليه بالشكر وأداء ما فرض الله عليه فيها. وبما ان طبيعة العباد البغي في الارض كلما بسط الله لهم الرزق, جعل سبحانه وتعالى عملية البسط والقبض شيء مرتبط بتصرف المخلوق في النعم التي انعم الله تعالى عليه بها. ولان الله لا يظلم الناس شيئا ,نجد ان النقمة تأتينا بما كسبت أيدينا, أي لأننا لم نجعل في اموالنا حق للسائل والمحروم. ولم نؤدي حقه يوم حصاده ولا يوم كنزه, ثم نريد النعمة ان تبقى لدينا. كلا. ومع كل ذلك فان الله رؤوف بالعباد, كلما تضرعنا اليه سقانا من رحته بجوذه وكرمه سبحانه وتعالى. والنموذج من تافلالت, ارض النخلة ومهد الدولة العلوية الشريفة ,فبعد غياب طويل للامطار والمياه , وبعد ان اصبح ماءنا غورا في ظرف وجيز وبعد ليلة ممطرة صبحنا فيض ملا سواقينا وأوديتنا بالمياه وقلوبنا بالفرح وتصالحت السماء مع الارض, وسيكون لهذا تاثير اجابي على التنمية بشكل مباشر, كما ستنتعش الفرشة المائية والتي استنزفتها اليات الضخ من الابار وغورت المياه وأبعدتها عن جذور النخل مما تسبب له في ضعف في البنية وفي المنتوج. وبما ان النخلة تعتبر المورد الرئيسي للقمة عيش ساكنة الجهة أي جهة درعة تافلالت يجب التفكير في إيجاد حلول للوقوف الى جانب النخلة في ساعة العسرة, لان بعد العسر يسرا. وذلك بإجاد موارد مائية جديدة ومنع ضخ الماء في الأودية الممتلك ماء عيونها او الملك العمومي , فاذا كان القانون المنظم لحفر الابار يمنع حفرها بجانب الأودية فكيف يترك من يضخ منها مباشرة. فنعم لإحداث ضيعات نخيل جديدة واستصلاح اراضي جديدة لكن ليس على حساب ضيعات اقدم منها بقرون كثيرة, وهذا ما يحدث في ضيعات الدامية بالدويرة. اوفوس عمالة الرشدية, على حساب السافلة أي المعاضيد وتيزمي . و الملاحظ ان الفترة الولائية والتي يستهلها السيد الوالي الجديد لولاية درعة تافلالت قد بوركت بهذه الامطار وهذا الانفراج الالهي المبارك, مما سيبشر بموسم فلاحي جيد, والذي نتمنى ان ترافقه تنمية تجعل منه افضل, خصوصا في التفكير في ترشيد وحسن تذبير مياه سد الحسن واعطاء الاولية لسقي النخلة ومحاولة توفير طلقة الصيف لأنها هي التي تساعد النخلة على اجتيازه بحرارته المفرطة هنا. شاعر الملك بالقائد عبد الرحمن أرفود