بعد الجدل الكبير الذي أثاره غياب ولي العهد السعودي السابق، محمد بن نايف، عن حضور جنازة عمه عبد الرحمان بن العزيز آل ،سعود وترشيح إمكانية أن يكون قرار البقاء في إقامة له بمدينة مراكش بدل الانتقال إلى السعودية لتقديم العزاء وحضور الجنازة، كشفت معطيات جديدة أوردتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ووكالة الأنباء "رويترز" أن إشاعة تواجد محمد بن نايف بمراكش لا أساس لها من الصحة، مؤكدة أنه يخضع للإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة. المصدران ذاتهما كشفا، أيضا، معلومات لأول مرة تفيد أن الأمير بن نايف أطيح به من منصب ولاية العهد تحت ذريعة إدمانه على مخدر "المورفين"، إلا أن السبب الحقيقي قد يكون سعي الملك لوضع ابنه بدل الأمير المطاح به. في هذا الصدد، أوضح المصدران نقلا عن مصادر سعودية مطلعة، أن الأمير محمد بن نايف لا يزال قيد الإقامة الجبرية، ليظل معزولا بعد الإطاحة به ولا يسمح له باستقبال زوار باستثناء أفراد أسرته. وأردفت أنه لا يتلقى اتصالات هاتفية. وفي الأسبوع الأخير لم يسمح له إلا بزيارة والدته المسنة بصحبة الحراس الجدد الذين كلفوا بمرافقته مؤخرا. المصادر المطلعة نفسها كشفت أن الأمير محمد بن نايف يود أن يصطحب أسرته إلى سويسرا أو لندن، لكن الملك سلمان وابنه الأمير محمد قررا أن يبقى، لهذا فالأمير المطاح به "لم يكن أمامه أي خيار". وبخصوص أسرار إبعاد الأمير المنبوذ، أوضح المصدران أنه في يوم 21 من يونيو المنصرم، تلقى الأمير محمد بن نايف، ولي العهد السعودي والشخصية القوية في جهاز الأمن بالمملكة على مدى العقدين الماضيين، اتصالا للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز في الطابق الرابع من القصر الملكي في مكة. مصدر مقرب من الأمير محمد بن نايف0، أوضح أن الملك أمره في الاجتماع بالتنحي لصالح ابنه الأمير محمد بن سلمان لأن إدمانه العقاقير المسكنة يؤثر على حكم ولي العهد على الأمور وتقديره لها. وكشف المصدر ذاته "الملك جاء للقاء محمد بن نايف وكانا وحدهما في الغرفة وقال له: أريدك أن تتنحى، لأنك لم تستمع للنصيحة بأن تتلقى العلاج من إدمانك الذي يؤثر بصورة خطيرة على قراراتك". في المقابل حاولت "رويترز" التأكد من مسألة إدمان محمد بن نايف، لكن مسؤولو القصر السعودي رفضوا الرد على الأسئلة المفصلة بشأن ملابسات إزاحته. المصدران ذاتهما أشار إلى أنه حتى الإدمان غير المؤكد للأمير بن نايف مخدر/مسكن المورفين لم يكن إلا ذريعة لإطاحة به، لأن مصادر مطلعة أفادت بأن "الملك كان عازما على تصعيد ابنه لولاية العرش واستغل مشكلة محمد بن نايف مع الإدمان للإطاحة به". وهو الإقصاء الذي "فوجئ بتلقيه أمرا بالتنحي"، حسب ثلاثة أشخاص مطلعين على ما يدور في البلاط الملكي وأربعة مسؤولين عرب على صلة بأسرة آل سعود الحاكمة ودبلوماسيون في المنطقة. بينما قال مصدر سياسي سعودي مقرب منه "كانت صدمة لمحمد بن نايف. كان انقلابا. لم يكن مستعدا". كل هذه المصادر أشارت إلى أن محمد بن نايف لم يتوقع أن يفقد منصبه لمصلحة محمد بن سلمان، الذي يرى بن نايف أنه ارتكب عددا من الأخطاء السياسية مثل تعامله مع الصراع في اليمن، وإلغائه المزايا المالية للموظفين الحكوميين. وبخصوص إدمان محمد بن نايف لمخدر المورفينن، أكد مصدر مقرب من الامير المبعد بأن لديه مشاكل صحية زادت بعد محاولة مهاجم من تنظيم القاعدة تفجير نفسه أمامه في قصره عام 2009. وأكدت ثلاثة مصادر أخرى في السعودية، والمسؤولون العرب الأربعة الذين لهم علاقة بالأسرة الحاكمة، هذه المشكلات الصحية. وقدم مصدر عربي، له علاقات بالسعودية، رواية مماثلة عن الاجتماع الذي طالب فيه الملك سلمان الأمير محمد بن نايف بالتنحي بسبب إدمانه المزعوم للعقاقير المسكنة. وقالت المصادر إن هناك شظية مستقرة في جسد محمد بن نايف لم يتسن إخراجها وإنه يعتمد على عقاقير مثل المورفين لتخفيف الألم. وأضاف مصدر أن بن نايف عولج في مستشفيات في سويسرا ثلاث مرات في السنوات القليلة الماضية. ولم يتسن لرويترز التأكد من هذه الرواية على نحو مستقل.