قال الرسول الكريم محمد, عليه وعلى آله, أفضل الصلاة وأتم التسليم:" الكذب مفتاح كل مفسدة". بالرغم من معرفة أغلب ساسة العراق, بذم صفة الكذب, وهي محرمة من قبل الخالق, في كل الأديان السماوية, مع مقت تلك الصفة, اجتماعياً, إلا أنهم يبررون أكاذيبهم, طبقاً لمقولة" الغاية تبرر الوسيلة". يلحظ الشعب العراقي, وعبر ممارسته الديموقراطية, من خلال الانتخابات, وعوداً من قبل بعض المُرشحين, سرعان ما يكتشفُ أنها محظ كَذبٍ سافر, بمجرد وصول ذلك المرشح لهدفه بالفوز, مما أثار غضب المواطن, وأخذَ يفكر بمقاطعة الانتخابات. يُعتبر الساسة الذين يُرشحون أنفسهم في الانتخابات؛ سواءً كانت برلمانية أو محلية, خلاصة الحركات المتصدية للعملية السياسية, وما يعطوه من وعود, يجب أن يكون مدعوماً بالصدق, لتحصل تلك الكتل, على ثقة المواطن ولا يحصل الاحباط. المرجعية الدينية في النجف الأشرف, أدت دورها التوجيهي, عبر كل الدورات السابقة, عسى أن يلتفت أولئك الساسة, لما يقطعون على أنفسهم من وعود, وأوصت بالعمل الجاد, وعدم التمادي فيما يؤدي بالإضرار, في عملية بناءِ دولة العراق الجديد, إلا أنها لم تجد أذناً صاغية, من قِبل المتسلطين, على مقدرات المواطن, ليعثوا بثروة العراق هَدراً وفساداً. قَدَّم الشعب العراقي تضحياتٍ كبيرة, من أجل طَي صفحة الطغيان والتفرد بالحكم؛ ولم يكن يهدف إلا للحرية, والحصول على حقوقه في المواطنة, ولو طالعنا لما يبتغيه المواطن, نَراهُ من الضآلة ما يمكن تحقيقه, من خلال دورة انتخابية واحدة, لو تم اختيار حكومة صادقة. بعد كل تلك السنوات, التي امتازت بخلط الأوراق, المُسببة لأزمات متتالية, وَجَدَ المنافقون والفاسدون متنفساً, يحبطون من خلاله همة المواطن, فلم يحصل المواطن, على ذرة من الوعود السابقة, بل كل الذي حصده المواطن, زيادة في الفقر وإراقة الدماء. تَجاهل المُتصدين للمسؤولية, خطب الجمعة التي تُمَثل لسان المرجعية, والتي كانت تَحث على الوفاء لشعب العراق, الذي لولاه ما صعدوا لسدة الحكم, بل وتمادوا بثرائهم من السحت, مما يثبت استهزائهم واستهتارهم, بكل القيم الانسانية والوطنية. وَصفٌ دقيق أثناء الخطبة الثانية, تحذير أخير يذكِر الفاسدين من الساسة, بعذابٍ واقع ليس له دافع, يوم لا ينفع مال ولابنون, ووصفهم بالحيطان الصُم, هل بقيت لهم ذرة من خجل من أبنائهم, ليرجعوا عن غيهم؟. نَظرة الفاسدين وقراءتهم ليست دقيقة, وسيخرج الشعب العراقي, يوم الانتخابات المحلية ليزيح الفاسدين, وسراق المال العام, تمهيداً لمقاضاتهم أفلا يفقهون؟ سلام محمد العامري [email protected]