احتضنت مدينة الرباط مابين 19 و21 نونبر الجاري الندوة الختامية لمشروع «التربية والتنوع والتماسك الاجتماعي في غرب المتوسط» وتقديم نتائجة العامة، بهدف توطيد التعاون بين الباحثين والعاملين في مجال التربية في بلدان المنطقة. وأوضح بلاغ مشترك لمكتب اليونسكو لبدان المغرب العربي وكرسي اليونيسكو لحقوق الانسان والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة «ايسيسكو»، أن هذا المشروع الذي سبق وأن شمل ثلاث محطات للتبادل والحوار (الرباط2007 و تونس2008 و برغامو 2009)، يهدف الى الخروج ببحث تطبيقي مشترك يتناول دور النظم التربوية الوطنية في تعزيز احترام التنوع والتماسك الاجتماعي في المنطقة. وتم خلال الندوة الختامية (المرحلة الأخيرة)، أيضا اطلاق دراسة تحليلية، تستند الى الدراسات الوطنية والبحوث الميدانية لبلدان غرب المتوسط (الجزائر وفرنسا واسبانيا وايطاليا والمغرب وتونس) . كما ركزت محاور الندوة على رهانات التماسك الاجتماعي وتاثير النظم التربوية في هذا التماسك من خلال اعتماد منهجية للمقاربة ورصد آفاق التعاون والعمل في اطار شبكات حولالمواضيع ذات الصلة بالتنوع الثقافي والتربية بين الثقافات في المنطقة. وجاء في البلاغ أن منطقة غرب المتوسط تعتبر نموذجا بارزا للتنوع الثقافي والتبادل المتجذر والمتنوع، كما يعتبر التبادل الثقافي وتنقل السكان نتيجة تعاقب فترات الاستعمار والغزو التي شهدتها المنطقة من أهم السمات التي طبعت تاريخ منطقة غرب المتوسط، حيث تتعايش تقاليد دينية وثقافية متنوعة وتتفاعل في ما بينها لتشكل فسيفساء اجتماعية متميزة. وذكر البلاغ انه بعد انعقاد الحلقة الدراسية الأولى في الرباط سنة 2007، اعدت الفرق الوطنية الست دراسات وطنية حول تاثير التحولات ذات الصلة بالهوية الوطنية ونماذج المواطنة السياسية وكذا الفوارق الاجتماعية والاقتصادية على النظم التربوية في كل بلد على حدة. أما في المرحلة الثانية فقد نظمت الهيئات المذكورة بتونس سنة 2008 حلقة تتعلق بنفس المشروع، تمثلت في بلورة اطار للتحليل المقارن انطلاقا من الدراسات التحليلية الوطنية للبلدان الستة، وتحديد المعايير ذات الصلة بالبحوث الميدانية التي سيتم انجازها خلال المرحلة الثانية للمشرع وذلك من أجل ابراز بعض الاشكاليات النظرية من خلال استقراء ميداني لآراء الفاعلين المعنيين. أما في برغامو (بايطاليا) فقد ركز فريق العمل خلال هذه المرحلة من المشروع على نظرة الشباب والمدرسين والآباء الى مسألة الهويات ومدى أهمية التربية على المواطنة أو التربية بين الثقافات باعتبارهما حلا تربويا للتغيرات الاجتماعية والثقافية المرتبطة بالعمولة، كماعقدت حلقة دراسية خصصت لتقديم نتائج البحوث الميدانية المنجزة ودراستها اعتمادا على التقارير الاولية في افق اعدادها وصياغتها النهائية.