أدى تأهل الجزائر وفرنسا إلى مونديال2010 في ظروف مثيرة للجدل، على حساب مصر وإيرلندا على التوالي، إلى إقحام الساسة في عالم الكرة المستديرة، فاستدعت القاهرة سفيرها في الجزائر فيما طالب رئيس وزراء إيرلندا شخصيا بإعادة مباراة منتخب بلاده في باريس. وأعلنت مصر، التي خسر منتخبها المباراة الفاصلة ضد الجزائر مساء الاربعاء في الخرطوم بهدف وحيد، أنها قررت «استدعاء سفيرها لدى الجزائر للتشاور» على خلفية أحداث العنف التي صاحبت اللقاء. وأبلغت الخارجية المصرية السفير الجزائري كذلك، بحسب بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمها، أن مصر تعتبر أن السلطات الجزائرية «سعت لإبقاء الفتنة مشتعلة» خلال الأيام الأخيرة. كما تم ابلاغ السفير الجزائري، وفقا لبيان وزارة الخارجية، ب«غضب مصر واستهاجنها إزاء استمرار شكاوى واستصراخات أعداد كبيرة من المواطنين المصريين المقيمين في الجزائر، إزاء ما يتعرضون له من ترويع واعتداء، إضافة إلى ما تعرضت له المصالح والممتلكات المصرية الرسمية والخاصة من اعتداءات وتحطيم وسرقة قبل المباراة». ولم تقف السلطات السودانية موقف المتفرج في الجدل الدائر، فقامت الخميس باستدعاء السفير المصري لديها للتعبير عن غضبها على نشر وسائل الإعلام المصرية «أنباء خاطئة» حول الأحداث التي تلت مباراة الخرطوم. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السودانية معاوية عثمان خالد «بدل أن يتم التاكيد على كل ما قام به السودان في هذه المباراة من استقبال وإيواء نحو 25 ألف شخص وضمان الأمن، نشرت وسائل الإعلام المصرية أنباء خاطئة». وإذا كانت الكرة قد انتقلت من أقدام اللاعبين إلى أيدي الساسة في مصر والجزائر، فإن يد النجم الفرنسي تييري هنري، التي استخدمها لصنع الهدف الذي أنقذ بلاده من الهزيمة أمام إيرلندا، أثارت زوبعة تخطت بدورها الملاعب الخضراء إلى أروقة الحكومات. ولم يجد رئيس وزراء إيرلندا، براين كوين، الموجود في بروكسل للمشاركة في القمة التي يعقدها الاتحاد الأوروبي لاختيار رئيس له، حرجا في وضع هذا الموضوع المهم جانبا ليطالب أمام الصحافيين بإعادة المباراة، التي وصفت صحافة بلاده نتيجتها ب«السرقة». أما وزيرة الرياضة روزلين باشلو فقد اعترفت بأن المنتخب الفرنسي انتزع التعادل «بفضل خطأ تحكيمي رهيب».