قررت تنسيقية النقابات التعليمية الخمس الأكثر تمثيلية بالعرائش، ( الجامعة الوطنية لموظفي التعليم UNTM النقابة الوطنية للتعليم FDT النقابة الوطنية للتعليم CDT الجامعة الحرة للتعليم UGTM الجامعة الوطنية للتعليم UMT) خوض إضراب انذاري اقليمي يومه الخميس 12/11/2009، مع تنظيم وقفة احتجاجية بنيابة التعليم بالعرائش، ابتداء من الساعة 11 صباحا، من نفس يوم الإضراب الإقليمي الإنذاري. وجاء هذا القرار، على إثر الاجتماع المنعقد يوم الأربعاء 04/11/2009، والذي تدارست فيه تنسيقية النقابات التعليمية المذكورة، حسب بيانها في الموضوع «... الخصاص المهول في الموارد البشرية بإقليم العرائش، نتيجة حرمانه من تعيينات الخريجين الجدد، خصوصا بالتعليم الابتدائي للسنة الخامسة على التوالي، وكذلك التوظيف المباشر، مما تسبب في خلل كبير انعكس سلبا، على أوضاع نساء ورجال التعليم ومستوى التحصيل لدى التلاميذ وذلك ضدا على الشعارات المرفوعة من طرف الوزارة الوصية :(مدرسة النجاح جيل النجاح الجودة الحكامة الجيدة...)» ولمعالجة هذه الإشكالية العويصة، والمعرقلة لانتظام التدريسات الصفية، قامت النقابات التعليمية الموقعة على البيان، بمسؤولياتها كاملة، في إطار الضوابط القانونية والتنظيمية والتشريعية والأخلاقية والمهنية، التي تقوم عليها الثقافة الديموقراطية والسياسية للحوار. وذلك لإثارة انتباه المسؤولين، وطنيا وجهويا، وفي هذا الصدد أكدت النقابات التعليمية الخمس المشار إليها، في بيانها الداعي للاضراب الاقليمي أنه « وفي ظل هذا الوضع وبعد استنفاد جميع الخطوات مراسلات للجهات الرسمية في الموضوع جهويا ووطنيا وفتح حوار مع المسؤولين بالأكاديمية يوم 27/10/2009 بهدف إيجاد الحلول الناجعة لكن دون جدوى مما اضطرت معه المكاتب الجهوية والاقليمية للنقابات الخمس إلى خوض وقفة احتجاجية إنذارية بمقر الأكاديمية يوم الثلاثاء 03/11/2009 «. وأملا في تحمل الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بطنجة تطوان لمسؤوليتها الوطنية والوظيفية المهنية كاملة، تجاه ما يعانيه اقليمالعرائش من خصاص في موارده البشرية ، وفي انتظار تمكين المتمدرسين بالإقليم في جميع الأسلاك التعلمية من حقهم الطبيعي والدستوري في التمدرس، وتفعيلا لتعميم حقيقي للتمدرس والارتقاء بالخدمات التربوية والتي للأسف لم تتجاوب معها أكاديمية التربية والتكوين لجهة طنجة تطوان بالروح الايجابية المطلوبة، لتفادي تعميق رقعة الهدر المدرسي واتساعها، تابع الرأي العام الإقليمي بكل مكوناته عامة، والتربوي خاصة، باهتمام متزايد وقلق كبير، الجهود الإيجابية للنقابات التعليمية منتظرا حلولا واقعية وسريعة ومواطناتية وتدبيرية متوازنة لأكاديمية التربية والتكوين لجهة طنجة تطوان لضمان استقرار تربوي ومدرسي جهوي يستجيب لخصوصيات ومطالب النقابات التعليمية بإقليم العرائش التي، لا يتم التعامل معها على قدر المساواة كباقي الأقاليم ونيابات الجهة الشمالية، مما يطرح مسألة تكافؤ الفرص واللاتمركز في التدبير الجهوي التربوي، موضع مساءلة وانتقاد شديدين، مقارنة مع ما يطرحه الأفق السياسي للجهوية التربوية الموسعة، وما يقتضيه مفهوم الحكامة التربوية في ذلك، من رؤية متوازنة، وعادلة، وديموقراطية، نزيهة، وشمولية، وغير انتقائية. وتؤكد موجة الغليان والتوتر في أوساط الرأي العام الإقليمي وخاصة التربوي، أن «مواقف الشركاء تتجه لمزيد من التصعيد، بالنظر لطروحاتها المعقولة، وبالنظر للتعبئة المجتمعية الموسعة والملتحمة. وتزداد درجات الالتفاف القوية حولها، خاصة بتغليبها المصلحة الوطنية تربويا، في المنطلق، والسيرورة، والهدف، تتقاطع في أفق مشترك واحد وموحد ، يروم الدفاع عن الحق في التعليم، والمستقبل التربوي للتنشئة الاجتماعية، باعتبارها رأسمالا إنسانيا وبشريا، يتعين الاستثمار فيه، في شروط تعليمية، بالتدريسات الصفية، بكيفية منصفة، متكافئة، مواطناتية، وديموقراطية. وفي غياب الحلول المرغوب فيها، تبقى سياقات الوضع التربوي الإقليمي مفتوحة حسب النقابات التعليمية الخمس ومجتمعيا أيضا، على احتمالات أكثر تصعيدا، تتحمل فيها الأكاديمية الجهوية للتربية التكوين بطنجة تطوان حسب مصادرنا المسؤولية الكاملة في إطار ضرورات وقواعد التدبير اللاممركز، كأساس للحكامة المؤسساتية. موازاة مع ذلك تنسجم إطارات النقابات التعليمية الخمس بالعرائش، في السياق الوطني، مع أجهزتها الجهوية والوطنية، بخصوص موقفها من طريقة التنزيل الأحادي الجانب، للخطة الاستعجالية بشكل انفرادي من طرف وزارة التربية الوطنية، وما اعترى ذلك من تعثرات شملت الدخول المدرسي الحالي 2009/2010، في مختلف الأقاليم والجهات... وأكد مسؤولو النقابات التعليمية الخمس بالعرائش ل «الاتحاد الاشتراكي» استمرارهم في المعارك النقابية المشروعة، في إطار الضوابط القانونية، والتشريعية، والتنظيمية، وقيم التخليق، دفاعا عن حقوق الشغيلة التعليمية، والأسرة المغربية في التمدرس المنتظم لأبنائها والإسهام في تعميمه والارتقاء به. ولم تخف النقابات التعليمية الخمس أيضا، استياءها وتذمرها، من جراء عدم تفعيل اتفاق فاتح غشت 2007 واستعدادها الدائم للدفاع عن هذا المكتسب الهام.