أعلن مؤخرا في القاهرة، في ختام الملتقى الدولي الأول للقصة العربية القصيرة، عن حصول القاص السوري الكبير والمتميز زكريا تامر على جائزة الملتقى. وأعلنت لجنة التحكيم، التي ترأسها الناقد المصري جابر عصفور وضمت عددا من الكتاب والنقاد العرب من بينهم الناقد المغربي شعيب حليفي، عن فوز القاص السوري بالجائزة التي تبلغ قيمتها 100 ألف جنيه مصري. وقال الناقد المصري محمود الربيعي، عضو لجنة التحكيم، وهو يستعرض حيثيات اختيار اللجنة إن تامر زكريا الذي ندر حياته للقصة القصيرة، صاحب فضل في إضفاء جملة من التوازنات على هذا الفن الأدبي. فتامر زكريا، يضيف الناقد، اشتغل على المضمون كما على التقنية في الآن ذاته وكان وهو يخوض التجريب في القصة القصيرة يضع عينا على الثابت من القواعد القصصية وعينا أخرى على المتغير فيها. وأضاف محمود الربيعي أن الحقائق والأوهام تعانقت في قصص تامر زكريا الذي أبدع في الجمع بين تصوير الواقع وتجاوزه. وبدأ القصاص المتوج كلمته بالمناسبة بالتأكيد على أنه لم يكتب غير القصة القصيرة ولا ينوي كتابة غيرها مستقبلا. فالقصة القصيرة بالنسبة له هي الشكل الفني القادر على التعبير عما يريده. وأكد تامر زكريا أن القصة القصيرة لا تعيش أزمة وأنها ليست موضة ستزول لتترك المجال لموضة أخرى، موضحا أن كل الأجناس الأدبية وجدت لتستمر وتتطور. وقد أبى جابر عصفور، رئيس لجنة التحكيم، إلا أن يمتد النقاش حول القصة القصيرة إلى حفل الاختتام حيث رد على منتقدي قوله بأن الزمن الحالي زمن الرواية، موضحا أن حديثه عن الرواية كان باعتبارها سردا. والسرد، يضيف جابر عصفور، متصل وإيجابي تقع الرواية في أحد طرفيه عندما يمتد الزمان والمكان والشخوص والقصة القصيرة في طرفه الثاني عندما يتكثف ويقترب من الشعر. يذكر أن زكريا تامر من مواليد دمشق عام 1931، اضطر إلى ترك الدراسة عام 1944. بدأ كتابة القصة سنة1958 ومن مجموعاته القصصية «صهيل الجواد الأبيض»، و «النمور في اليوم العاشر» و«ربيع في الرماد» و«الرعد» و«دمشق الحرائق» و«قالت الوردة للسنونو» (وهي قصة للأطفال).