أقبل الحجاج المغاربة يومي الأحد والإثنين الأخيرين على تلقيح أنفسهم بلقاح أنفلونزا الخنازير بمطارات المملكة بعد تسلم المغرب لأول دفعة منه تتمثل في 40 ألف جرعة. وعملت وزارة الصحة على توفير الأطقم الطبية من أطباء وممرضين حتى تمر عملية التلقيح في أحسن الظروف التي أشرفت عليها أطرها بمعية أطر وزارة الداخلية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفي هذا الإطار، أكد المندوب الجهوي لوزارة الصحة بجهة الدارالبيضاء، أنه تم إلى حدود منتصف يوم أمس الإثنين، تلقيح ما مجموعه 1060 حاجا من الجنسين من المتوجهين إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج. وأضاف في اتصال هاتفي للجريدة ، أن العملية تمت بسلاسة وبشكل طبيعي وبأن معظم الحجاج عبروا عن طواعيتهم في تلقي اللقاح وما أن يتم تلقيحهم حتى يتم التأشير بذلك على جوازات سفرهم، وبأن بعض المترددين منهم تمت إحاطتهم علما بأنه يتعين عليهم أخذ اللقاح أو عدم السفر، وهو ما استجابوا له بدورهم. وأضاف الدكتور فؤاد جطو بأن الفوج الأول الذي غادر المغرب قبل ذلك ويتواجد بالديار السعودية ، قد تم إرسال الحصة الخاصة به من اللقاح إلى البعثات الطبية المتواجدة بمكة المكرمة والمدينة المنورة ليستفيد هؤلاء الحجاج من اللقاح بدورهم. وكان لقاح فيروس أ»إتش1إن1» قد خلق جدلا كبيرا في أوساط المهتمين والمتتبعين سيما بعد تصريح مديرة الصحة العالمية مارغريت تشان حول انعدام إمكانية التأكد من أمان اللقاح في الوقت الراهن وإلى المضاعفات التي قد تنجم عنه والتي من الممكن أن تؤدي إلى الشلل أو الوفاة باللقاح نفسه، وبأن التأكد من نجاعته يتطلب مدة أطول، إضافة إلى الأخبار التي تداولتها عدد من المنابر الإعلامية والمواقع الإلكترونية التي أبدت تخوفها من اللقاح لتوفره على مادة الزئبق، وهي «الإشاعات» التي شككت في سلامتها وصحتها العديد من الأوساط الطبية، وهو ما يفسر الإقبال الكبير على اللقاح بمختلف دول العالم التي توفر بها. ومن المنتظر بعد تلقيح مامجموعه 33 ألف حاج مغربي ، وبالنظر إلى استفادة المغرب من حصة إضافية من اللقاحات سيما بعد قرار تونس بعدم أداء مواطنيها لمناسك الحج خلال هاته السنة، الانتقال إلى تلقيح الأطر الطبية ومختلف العاملين بقطاع الصحة من أجل تأمينهم من خطر الإصابة بالفيروس، وفق الأولويات التي سطرتها منظمة الصحة العالمية واعتمدتها وزارة الصحة المغربية، إلا أنها لم تعلن بعد عن تاريخ الشروع في هذا الإجراء الذي يحتمل أن يطبق خلال الأيام القليلة المقبلة. من جهة أخرى لايزال الداء يصطاد ضحاياه من مختلف الفئات العمرية بالمؤسسات التعليمية وغيرها، فإلى جانب الأشخاص الذين تلقوا العلاج بمستشفى مولاي يوسف، تمكث سيدة حامل بالقسم المخصص للمصابين بالأنفلونزا بمستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي منذ نهاية الأسبوع الماضي حيث تتلقى العلاج، بينما أغلقت مجموعة من الحجرات الدراسية على مستوى العاصمة الإقتصادية كإجراء احترازي للحيلولة دون تفشي الداء بمؤسسات تعليمية ابتدائية، إعدادية وثانوية. وفي نفس السياق ظهرت حالات إصابة جديدة باليوسفية نهاية الأسبوع الفارط قام بجلبها أحد المغاربة المهاجرين، وتم نقل المصابين إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بمدينة آسفي، في الوقت الذي اتخذت فيه السلطات الصحية تدابير من أجل التدخل للحيلولة دون ارتفاع عدد المصابين. كما ظهرت حالتان لتلميذين شقيقين بمدرسة أبو بكر الصديق العمومية بالهراويين بالدار البيضاء، وحسب مصادر طبية فقد سجلت أول حالة بالعرائش. المصالح الطبية وفي سياق تعبئتها لمواجهة ضغط الانتقال إلى مرحلة الجائحة، وفضلا عن السيناريوهات التي أعدتها خلال المرحلة الأولى التي كان فيها الفيروس مستوردا وغير منتشر محليا، فإنها ومن أجل مواجهة ضعف مواردها البشرية، تتداول حول إمكانية وضع «خطة» لإعادة انتشار أطرها وممرضيها وفق الحاجيات الملحة ، وذلك للاستعانة بها في مواجهة انفلونزا الخنازير رغم تخصصها في مجالات أخرى يبقى الطلب عليها ضئيلا بالنظر إلى حجم انتشار الوباء.