ترقص كارمن ، في شوارع إشبيلية. شعرها أبيض، وبؤبؤ عينيها براق. يا طفلات، أسدلن الستائر! تلتف حول رأسها أفعى صفراء، وتمضي حالمة بالرقص، مع عشاق لأيام مضت. يا طفلات ، أسدلن الستائر! الشوارع مقفرة، وفي أعماقها نتبين قلوباً أندلسية، باحثة عن أشواك عتيقة. يا طفلات، أسدلن الستائر! شجيرة يابسة شجيرة ، شجيرة يابسة وخضراء. الطفلة الجميلة الوجه تقطف زيتوناً الريح عاشقة الأبراج أمسكت بها من الخصر. مر فرسان أربعة، يمتطون مهوراً أندلسية، يرتدون أزياء زرقاء وخضراء، ومعاطف طويلة عتمة. « تعالي إلى غرناطة يا صبية » لا تستمع إليهم الطفلة. مر ثلاث مصارعي ثيران شباب، هيف الخصور، يرتدون أزياء بلون الليمون، ويحملون سيوفاً من فضة عتيقة. « تعالي إلى إشبيلية، يا صبية» لا تستمع إليهم الطفلة. عندما أصبحت العشية بنفسجية، وضوءها مبهم، مر فتى كان يحمل وروداً وريحان قمر « تعالي إلى غرناطة يا صبية» لا تستمع إليه الطفلة. ظلت الطفلة الجميلة الوجه تقطف زيتوناً والذراع الرمادي للريح، يزنرها من الخصر شجيرة، شجيرة يابسة وخضراء. موت أنطونيو آل كامبوريو دوت أصوات موت، قرب نهر وادي الكبير. (...) أبناء عمي إيريديا الأربعة، أبناء بينا ميخي. والذي ما غبطوا الآخرين عليه، كانوا يحسدونني أنا عليه: ميداليات كبيرة من عاج، وبشرتي المعجونة بالزيتون والياسمين. آي، يا أنطونيو آل كامبوريو، الجدير بعشق إمبراطورة، تذكر العذراء، لأنك ستموت (...). ٭ من كتاب «مختارات من شعر لوركا» ترجمة ناديا ظافر شعبان.. المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت ط.الثانية 1983.