احتفاء بالأديب المهدي حاضي الحمياني واعترافا بما أسداه من خدمات للحقل الثقافي والإبداعي ينظم الفرع الجهوي لاتحاد كتاب المغرب بفاس يوما دراسيا تكريما له تقدم خلاله مجموعة من المداخلات والشهادات حول تجربته الأدبية والثقافية ، وذلك يوم السبت 30 ماي 2009 بفضاء المقهى الأدبي ، المكتبة الوسائطية البلدية. في هذا السياق ، نقدم الورقة التقديمية لهذا الملتقى التي أعدها عزيز الحاكم ، وعنونها ب : «المهدي حاضي الحمياني : الغضب الوديع»: «برهافة مشاعره ، وحدة رؤاه ، ورشاقة أسلوبه ، يضع الأديب المهدي حاضي الحمياني يده على جراح اللحظة التاريخية ، بتفان لا يقبل أي تأجيل ، ساعيا إلى اختراق واقع الاستبداد بنزوعات إنسانية نبيلة ، وإصرار هادئ على إضاءة العتمات وفتح الكوابيس على مصاريعها. ولذلك جاءت نصوصه النثرية والشعرية أشبه ما تكون بعواصف إبداعية موقوتة تكشف المستور، وتستبيح المحظور، وتنطق الصموت بشجاعة تستهين بكل الأعراف ، ولا تستقوي إلا بقدرتها على الفضح والتعرية والتلبس بالحلم. هو ذا المهدي حاضي الحمياني كاتب يولج غضبه الوديع في أرحام نصوص تتقطر شفافية ، لتؤرخ بالعبرة والعبارة لفترات غائمة اشتد فيها القهر على نحو كاسر، وتحصن خلالها الإبداع بسلاح السخرية وتفجير المواقف ، سائرا بها إلى الآفاق المفتوحة على ما يناهض منطق الحال بالرغبة في عصيان الوقت. وبذلك استطاع أن يهبنا نصوصا وامضة يصطبغ فيها الحزن بلون التحدي ، ويغدو فيها للحنين شكل التشوف المستقبلي، وتستشف في قراءتها رؤى لذيذة تفتح البصائر وتشحن العزائم ، وتغري باغتصاب الألم...».