تأسف الدكتور خليل النحوي، رئيس مجلس اللسان العربي في موريتانيا، ورئيس اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين في الجلسة الافتتاحية لاجتماع الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب والقمة الأدبية العربية الإفريقية، في نواكشوط المنعقد ما بين 4 دجنبر و7 دجنبر الجاري، على الغياب الرسمي للمغرب عن هذا الاجتماع. وعن هذا الغياب، أوضح مصدر مقرب من اجتماع الاتحاد العام للأدباء بموريتانيا، أوضح أن السلطات الموريتانية المعنية لم توجه الدعوة إلى أي ممثل عن اتحاد كتاب المغرب، ولا تتحمل تصرفات من حضروا باسمه، والتي اعتذروا عنها. كما أن هذا «الوفد» لم يُستقبَل لا بصفة رسمية ولا شخصية. وفي نفس السياق أوضحت مصادر مقربة من الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والأدباء العرب أن «الوفد المغربي» « اقتحم مقر الاجتماع بصورة غير لائقة للأسف، مما دفع قيادة الاتحاد الى طلب إخراجهم من القاعة ورفع الجلسة لحين مغادرتهم، وهذا ما تم.. ولم ينعقد الاجتماع الرسمي إلا بعد مغادرتهم». وأضافت مصادرنا أن اجتماعات الاتحاد بنواكشوط استمرت في غياب «الوفد المغربي» ، مشددة على أن مشاركة اتحاد كتاب المغرب في مؤتمرات الاتحاد العام، تتوقف على انعقاد مؤتمره 19 الذي يبقى وحده المؤهل لمنح الشرعية أو سحبها. هذه الوقائع والتصريحات، تدحض وتكذب ما عبر عنه بيان صادر عن الرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب أول أمس الثلاثاء، والذي عمم على وسائل الإعلام، التي نشرت أخبارا عن عودة اتحاد كتاب المغرب إلى منظمة الاتحاد العام للأدباء العرب، والذي ادعى أن الاتحاد كان ممثلا في فعاليات هذا الاجتماع، وأن وفده» استُقبِل ،حين وصوله إلى مقر الاجتماع، بترحيب وحفاوة بالغين، من لدن السادة ممثلي اتحادات وروابط وأسر وجمعيات ومجالس الكتاب والأدباء، ما يؤكد وزن اتحاد كتاب المغرب وقيمته التاريخية ووضعه الاعتباري داخل الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وأيضا مناسبة مهمة لرفع الإقصاء غير المبرر للاتحاد من حضور اجتماعات مجلس الاتحاد العام والمشاركة فيها.» وأن هذا الوفد «تابع أشغال الاجتماع والفعاليات الثقافية والأدبية الموازية» التي تمتد إلى غاية يومه السابع من دجنبر الجاري، وهو ما تدحضه أيضا صور الجلسة الافتتاحية للاجتماع (انظر الصورة). هذا التضارب في التصريحات، والإصرار على ترويج المغالطات يدفع إلى التساؤل: من المستفيد من هذه الوضعية؟ وكيف تتحول مؤسسة بحجم اتحاد كتاب المغرب الي موضوع تلفيق ومزايدات ؟ خاصة في ظرف حساس، سواء بالنسبة لقضيتنا الوطنية وما يشكله فراغ كرسي الاتحاد داخل الاتحاد العام للأدباء العرب من تهديد بدخول كتاب جمهورية الوهم الى هذا الصرح الثقافي العربي، كما حصل عند انضمامهم إلى اتحاد الكتاب العرب بدمشق في 2022، أو بالنظر الى اقتراب عقد الاتحاد العام للأدباء لمؤتمره القادم ، بالإضافة الى السياق العربي المشحون والذي لا يزال الاتحاد العام للأدباء من بين الإطارات القليلة التي تحافظ على إرثها المشرف ومواقفها من الصراع العربي الإسرائيلي، ثم ما يمثله هذا التغييب، منذ 2018، من غياب للدور الفاعل الذي لعبه اتحاد كتاب المغرب منذ تأسيسه.