أستطيع الافتخار اليوم بانتمائي لهذا الشعب العظيم الذي اهتز لكارثة زلزال إقليمالحوز. أفتخر بما أعاينه من جهود هائلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، يتعلق الأمر بعمل جبار تقوم به كل فرق التدخل، مثل الوقاية المدنية والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة وتنظيمات المجتمع المدني ومجموع المواطنين. ففي منطقة جبلية صعبة الاختراق، هناك رجال ينحتون الصخر بأياديهم العارية، وفي كل جهات البلاد تمتد الطوابير للتبرع السخي بدم طاهر ينبع من نبع الحياة. يتجند الجميع، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والكل موحد حول مطلب إغاثة إخوان لنا، شردهم الزلزال أو دفنهم تحت الأنقاض. أستطيع الافتخار، وأنا أعاين حجم الإمكانيات اللوجستيكية التي يتم توظيفها لإنجاح مختلف أشكال التدخل. لا شك أن هذه الفورة الوطنية التي انفجرت مع الزلزال، تشكل مرآة ناصعة لقراءة عناصر قوتنا ومناعتنا، كشعب وكدولة. وبفضل هذه العناصر، سنتحدى الصعوبات التضاريسية لإقليميالحوزوتارودانت من أجل أن نمد جسرا مفتوحا بين قلوبنا وقلوب أهالينا المتضررين. ستشهد جبال الأطلس الكبير على هذا النبل الدافق الذي وحد المغاربة جميعا وجعلهم يهتفون جميعا بأن لا صوت يعلو فوق صوت أهالينا المنكوبين. حقا، من صلب المأساة، ينبعث الأمل، أملنا الكبير في استيعاب الكارثة والوقوف من جديد. ستعود الكتبية شامخة من جديد، وسيعود مسجد تنملل الذي انطلقت منه الدولة الموحدية خلال القرن 12م صادحا، وستعود جامع الفنا إلى احتضان أصوات روادها ومريديها، وسيعود قصر البديع إلى الزهو بمجده التليد، وستعود قبور السعديين إلى استحضار تاريخ المغرب العريق، وسيعود رجال مراكش السبعة للشهادة وللإشهاد على معنى الانتماء الروحي للوطن، وسيعود سور تارودانت لكتابة أحرف الانتماء لهذه الأرض الطيبة التي تحمل من الأسماء اسم: المغرب.