بدا د. علاء عبد الهادي صارما وهو يتحدث عن موقفه من وضعية اتحاد كتاب المغرب داخل الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، نافيا كل الإشاعات المغرضة التي تفيد استقباله لوفد جزائري، ضمنه كتاب من جمهورية الوهم «»البوليساريو»« بالقاهرة من أجل اكتساب العضوية داخل الاتحاد. وشدد عبد الهادي على أن اتحاد كتاب المغرب شكل دوما رقما أساسيا في معادلة الثقافة العربية منذ تأسيسه، بمواقفه من عدد من القضايا القومية، وبمشاريعه الثقافية الرائدة، لافتا الى أن تجميد عضويته داخل الاتحاد العام كان نتيجة تعارض وضعيته القانونية مع مقتضيات القانون الأساسي للاتحاد العام بعد فشله... في عقد مؤتمره 19 في 2018، وهو ما يعني غياب قيادة شرعية محتكمة إلى قواعد الانتخاب الديمقراطي وهي وضعية مؤقتة في انتظار انتخاب هياكل شرعية للاتحاد. واعتبر عبد الهادي أن »عودة المغرب «هي واحدة من الأشياء المهمة التي جئت من أجلها إلى المغرب« «، حيث أكد أنه سيعقد لقاء مع وزير الثقافة بخصوص هذا الموضوع، معتبرا هذه المهمة «حربا يخوضها اليوم ليرجع اتحاد كتاب المغرب إلى الالتحاد العام «على نحو صحيح وقوي ويعبر عن جماع الثقافة المغربية العظيمة»«. ولفت د. علاء عبد الهادي إلى أن يفضل في مشروعه البحثي مفهوم النموذج على النظرية، ليس لضعف بل لأنه يؤمن بفلسفة العلم الفوضوية، مادامت النظرية سرمدية لا تتغير مع الوقت وتتعامل مع الزمن بوصفه قيمة ثابتة، وهو ما جعله يشتغل على نظرية النوع النووي التي كان أول من طرحها عربيا وبحث فيها، لأن إشعاعها ظل محصورا في بعض البلدان الغربية، وهو ما يجعل تجاوز نظرية الأنواع الغربية ... اليوم أمرا ملحا اليوم رغم أنه صعب ويحتاج لوقت أطول. ولعل هذا الإلحاح هو الذي دفعه إلى دراسة نظرية النوع(الجندر) من أجل تفكيك المركزية الغربية بخصوص هذه النظرية والبحث عن إمكانية عزل القومية عنها بالاشتغال على البعد الإنساني فيها. وشدد رئيس الاتحاد العام للكتاب العرب، في معرض حديثه عن واقع الثقافة العربية اليوم، على أن الثقافة هي التنظيم الاجتماعي للمعنى، وكيفية تنظيم معانيه في الخطاب السياسي وفي الكتابة والعلاقات الثقافية، وهو ما يجعلنا اليوم أمام مهمة التفكير في ممكنات جديدة لكسر النمطية وفك الارتباط مع المركزية الغربية كموجه، أي أن ينتج العرب خطابهم الخاص ويتحرروا من سيطرة وتأثير الأكاديمية الغربية. ولعل ضعف أو التقصير في مجال ترجمة الأعمال الأدبية والنقدية العربية أهم مكامن الخلل في الإشعاع الثقافي العربي خارج الحدود، مشيرا في نفس السياق إلى أن الترجمة يجب أن تنصب بشكل أكبر على ترجمة الأفكار والأطروحات الفلسفية والقراءات النقدية الجادة، لا على ترجمة الروايات فحسب. اللقاء كان فرصة أيضا للحديث عن نقط التوتر في علاقة د.عبد الهادي داخل اتحاد كتاب مصر أو علاقته باتحادات الكتاب الإقليمية، والتي لا يعتبرها هذا الأخير ذات أهمية بل جزءا من بنية التنظيمات النقابية العربية القائمة على الاختلاف، التي قد تؤججها غالبا مسألة «الزعامة»، مشيرا في نفس السياق إلى أن الأهم بالنسبة إليه كرئيس، هو الحرب التي يخوضها مع نفسه وتتمثل في الرؤية الفكرية الموجِّهة لعمل الاتحاد العام للأدباء العرب، وكيف يمكنه بناء علاقات منتجة تخدم الثقافة العربية، قطريا وقاريا والخروج بها من شرنقة المحلية إلى دائرة العالمية والانتشار.