نجا الفريق الوطني من فخ منتخب جنوب إفريقيا، مساء أول أمس الخميس بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، في أولى مباريات المجموعة 11 من تصفيات أمم إفريقيا، المقررة ضيف 2023 بكوت ديفوار. وظهر الفريق الوطني بمظهر سيء للغاية، ما جعل أصوات الجماهير تتعالى احتجاجا على أداء اللاعبين، وتطالب الناخب الوطني، وحيد خاليلوزيتش، بالرحيل، حيث غابت الفعالية عن الخط الأمامي، الذي تفنن لاعبوه في إهدار المحاولات، والتي بلغت تعدادها 29 فرصة واعدة للتسجيل، فيما ظهر العمق الدفاعي بحالة سيئة، إذ كان الثنائي غانم سايس ونايف أكرد ثقيلا، وارتكب عدة أخطاء، كادت تكون مكلفة بفعل سرعة مهاجمي منتخب «البافانا بافانا»، وفي مقدمتهم مهاجم الأهلي المصري بيرسي تاو. ورغم البداية القوية للعناصر الوطنية، التي دخلت المواجهة تحت ضغط كبير، على خلفية الهزيمة الثقيلة بسينسيناتي الأمريكية أمام منتخب العم سام بثلاثة أهداف دون مقابل، إلا أن الحارس ياسين بونو وجد نفسه يتابع كرة داخل شباكه في الدقيقة الثامنة، عن طريق المهاجم لايل فوستر، الذي تلقى كرة خلف الدفاع من زميله سفيفيلو سيثولي، فانسل من منتصف الملعب وتوغل داخل المنطقة متلاعبا بأشرف حكيمي، قبل أن يسددها زاحفة بيمناه إلى يسار بونو. ولم يحبط هذا الهدف المباغت طموح لاعبي الفريق الوطني، الذين واصلوا ضغطهم على مرمى الحارس رونوين ويليامس، لكن اندفاعهم كان يترك مساحات فارغة في خط الظهر، لم يستغلها لاعبو المنتخب الخصم، ما يظهر أن عملا كبيرا ينتظر الناخب الوطني من أجل تقليل إعادة التوازن للمنظومة الدفاعية، ورفع أداء لاعبي خط وسط الميدان، حيث بدا أن أيمن برقوق افتقد الإيقاع المطلوب في هذه المواجهة، ولم يقم بالدور الدفاعي المطلوب منه، ما جعل الثقل ينزل على سفيان أمرابط. وكاد يوسف النصيري يدرك التعادل في الدقيقة 13 بعد رأسية، سيطر عليها الحارس الجنوب إفريقي بسهولة، ثم عاد مرة ثانية في الدقيقة 16 ليرسل كرة قوية من داخل المنطقة، أبعدها الحارس وليامس، الذي نجم في التصدي لتسديدة قوية من برقوق في الدقيقة 26، وأخرى من سليم أملاح في الدقيقة 30. وتدخل الحارس الجنوب إفريقي من جديد قبل صافرة نهاية الجولة الأولى، عقب تسديدة قوية من أشرف حكيمي، حيث حولها إلى ركنية، بعدما انسل ظهير باريس سان جيرمان في الجهة اليمنى. ووجد الخط الأمامي للفريق الوطني نفسه تحت ضغط رهيب بالنظر إلى الكم الكبير من الفرص التي أهدرها، خاصة عبر النصيري وطارق تسودالي، ما يؤكد أن رفع منسوب الفعالية سيكون الشغل الكبير للناخب الوطني وفريق عمله، قبل مواجهة ليبيريا. وبعد خمس دقائق من انطلاق الجولة الثانية، جاء الفرج عبر يوسف النصيري، الذي أدرك التعادل بضربة رأسية من مسافة قريبة، بعدما أحسن استقبال كرة رأسية من العميد غانم سايس، الذي تعامل بشكل جيد مع عرضية سفيان أمرابط. وبادر خاليلوزيتش، بعد هذا الهدف، إلى تصحيح منظومة لعبه، عبر تغييرات منحت نفسا جديدا للفريق الوطني، حيث أشرك عز الدين أوناحي وأيوب الكعبي وأمين حارث على التوالي مكان أيمن برقوق وطارق تسودالي وإلياس شاعر، فارتفع نسق اللعب، وتضاعف الإصرار على توقع هدف الانتصار، من خلال محاولات عديدة، كانت في أغلبها خطيرة على المرمى الجنوب إفريقية. وانتظرت العناصر الوطنية حتى الدقيقة 87 لتوقع هدف الانتصار، الذي جاء بطريقة جميلة، بواسطة الهداف أيوب الكعبي، الذي توصل بعرضية مثالية من امين حاريث، لم يتردد في إسكانها الشباك. ورغم هذه الفوز إلا أن الفريق مازال بعيدا عن الإقناع، وستظل المخاوف مرافقة له في كل مباراة، طالما أن الناخب الوطني مصر على اختياراته التقنية، حيث استغرب الكثير من المتتبعين إشراك برقوق المفتقد للتنافسية على حساب أوناحي وحاريث، وكذا إلياس شاعر، الذي ورغم الأداء المحترم الذي قدمه في الشوط الأول، إلا أنه وجد صعوبة كبيرة في مجاراة الإيقاع خلال الشوط الثاني. وبهذه النتيجة، انتزع المنتخب المغربي الثلاث نقاط الأولى في مشواره بالتصفيات، قبل مواجهة ليبيريا يوم الاثنين بمركب محمد الخامس، وهي المباراة التي سيتعين عليه الفوز فيها لقطع شوط كبير في طريق التأهل، خاصة وأن هذه المجموعة تتكون فقط من ثلاث منتخبات، بعد استبعاد زيمبابوي بسبب التدخل الحكومي.