نمو الاقتصاد الوطني بنسبة 12.6 % نتيجة تحسن القيمة المضافة الفلاحية بنسبة %19,3 عكس الأرقام الماكرو اقتصادية المتوقعة منذ بداية أزمة كوفيد 19 التي بعثرت كل الحسابات والتوقعات التي كانت شيئا ما متشائمة، تبشرنا توقعات المندوبية السامية للتخطيط للمرة الثانية خلال السنة الجارية 2021 بأرقام جد متفائلة لا يمكنها إلا أن تعطي نفسا جديدا وثقة في الاقتصاد الوطني. فحسب تقرير المندوبية السامية للتخطيط سجل نمو الاقتصاد الوطني، خلال الربع الثاني من سنة 2021، نموا بنسبة 12.6%، مقابل نسبة 1 بالمائة المسجل، خلال الربع الأول من السنة الجارية، وذلك نتيجة تحسن القيمة المضافة الفلاحية بنسبة 19.3 % وانتعاش الأنشطة غير الفلاحية بنسبة 11.7 % . مع التذكير أن نفس التقرير يتوقع نموا بنسبة 5.4% للقيمة غير الفلاحية خلال الربع الثالث من السنة الجارية في الوقت الذي ستواصل فيه الأنشطة الفلاحية تحسنا بوتيرة تناهز 19.1 %، مما سيجعل الاقتصاد الوطني يسجل نموا بنسبة 7.2 بالمائة مقابل 6.7 بالمائة المسجل خلال الفصل الثالث من سنة 2020. بخصوص التجارة العالمية، حسب نفس التقرير للمندوبية السامية للتخطيط، فإن الميزان التجاري سيعرف تحسنا ملحوظا بنسبة 20.6% عكس الانخفاض المسجل خلال الربع الثاني من سنة 2020 بنسبة 13.6% ، تحسن يرجعه التقرير إلى ارتفاع حجم صادرات : السلع والخدمات بنسبة 31 % في الفصل الثاني من 2021 خصوصا الصادرات المتعلقة ب: السيارات ( السيارات السياحية وقطاع "الأسلاك"). الصناعات الإلكترونية وقطاع الطائرات، المواد الفلاحية والغذائية والأسماك المصبرة والطرية. كما ستعرف صادرات الصناعات الكيميائية نموا ملحوظا بالموازاة مع تحسن أسعار مشتقات الفوسفاط في الأسواق الدولية، وخاصة أسعار الأسمدة. كل هذه الأرقام ستجعل الفاعل الاقتصادي يتنفس الصعداء نتيحة عدة مؤشرات وإجراءات تحفيزية متعلقة بتخفيف إجراءات الحجر الصحي، تسريع حملة التلقيح وقرار تشجيع مغاربة العالم على الدخول إلى وطنهم لقضاء العطلة الصيفية مما سيساهم في انتعاش السياحة الداخلية والاقتصاد الوطني. تفاؤل نجده متجسدا في تقرير المندوبية السامية للتخطيط، الذي توقع انتعاش الاستهلاك الداخلي بنسبة 18.9 بالمائة نتيجة تحسن نفقات استهلاك الأسر خصوصا المواد المصنعة والغذائية وخدمات النقل والمطاعم والمنتجعات السياحية . يبقى السؤال المطروح هو مدى مساهمة الفاعل الاقتصادي المغربي في هذا الانتعاش وتشجيع السياحة الداخلية ،جودة وسعرا في متناول المواطن المغربي؟ موازاة مع كل هذه المعطيات الرقمية الإيجابية المتفائلة لا بد أن نصفق ونفتخر بالإنجاز الكبير الذي ترأس جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الاثنين 06 يوليوز 2021 بالقصر الملكي بفاس، حفل إطلاق وتوقيع اتفاقياته والمتعلق بمشروع تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لكوفيد- 19 ولقاحات أخرى بالمغرب، ويندرج هذا المشروع المهيكل في إطار إرادة جلالة الملك تمكين المملكة من التوفر على قدرات صناعية وبيوتكنولوجية شاملة ومندمجة لتصنيع اللقاحات بالمغرب.