مع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، تحركت الكائنات الانتخابية، التي دأبت على التلاعب في نتائج هذه الاستحقاقات من الآن، حيث يستبق البعض الزمن، حتى يتحكم في النتائج سلفا، من خلال إقصاء المنافسين المحتملين، من خلال التشطيب عليهم من القوائم الانتخابية. النموذج الصارخ من مدينة سطات، حيث تفاجأ المواطن هشام ناشيد التشطيب عليه، رغم أنه يمارس مهنة الحلاقة منذ سنوات طوال، و رئيسا لجمعية الأمل لدعم المهن الحرة، وأيضا يترأس الرابطة الجهوية لمصففي الشعر و أرباب الصالونات بجهة الدارالبيضاءسطات. يقول هشام في تصريح لجريدة الاتحاد الاشتراكي ،إنه لما راجع اللوائح الانتخابية لغرفة الصناعة التقليدية،( صنف الخدمات) ، صدم بواقعة التشطيب على اسمه، رغم أنه مارس حقه الدستوري في التصويت في الانتخابات الماضية، كما يتوفر على سجل تجاري منذ عشرين سنة. هذا التلاعب، للتحكم مسبقا في نتائج الاستحقاقات المقبلة، دعا هشام ناشيد إلى مراسلة عامل إقليمسطات في الموضوع ،وكشف في ذات الشكاية،التلاعب الخطير كما وصفه ، في اللوائح الانتخابية و الذي «أمثل نموذجا له ، حيث إنني، يقول، هشام ناشيد، فوجئت بالتشطيب على اسمي من لوائح انتخابات غرفة الصناعة التقليدية بسطات (صنف الخدمات) بدون سند قانوني، و تأكدت من ذلك، بعد اتصالي بكل الجهات المعنية بالإقليم، رغم أنني كنت مسجلا باللوائح، و مارست حقي الدستوري في التصويت ،و لدي سجل تجاري و مسجل بغرفة الصناعة التقليدية لمدة تفوق عشرين سنة ، لم أعرف الفاعل و هناك أياد خفية لها هدف من وراء ذلك». ويوضح ناشيد في شكايته المرفوعة إلى عامل إقليمسطات،» ليس هناك سبب أو مخالفة تجعلهم يقومون بالتشطيب على اسمي دون أي وجه حق قانوني و دون إشعاري أو موافقتي» . وطالب هشام ناشيد، عامل إقليمسطات، بإجراء تحقيق يخص حالته وحالات محتملة أيضا . هذه النازلة التي بطلها، كائنات اتخذت من الانتخابات حرفة، والأسماء سواء في سطات أو غيرها ، معروفة، حيث أصبحت متخصصة في هذا المجال، ففي الوقت الذي تقدم الدولة وكل القوى الحية في البلاد على مباراة لتعزيز الثقة في المؤسسات، والانطلاقة، كما هو معلوم، من الانتخابات، التي ستفرز من يقود هذه المؤسسات، مازال هناك من يحن إلى الماضي، ضاربا بعرض الحائط، كل شيء، ويؤمن فوزه من الآن، ليس بالبرنامج و إقناع الناخب، بل بالتحكم المسبق في اللوائح الانتخابية، والقيام بالتشطيب على من لايسايرونه في هذا العبث، والعمل على الإنزال في ذات القوائم، حتى يؤمن فوزه من الآن. ماحدث بسطات، أكيد سيحدث في أماكن أخرى من طرف هذه الكائنات التي احترفت ودنست هذا العمل النبيل، من أجل السطو على المؤسسات، وهو ما يفرض على المسؤولين مركزيا وإقليميا، فتح تحقيق في الموضوع، والضرب بأيدي من حديد، على هذه الكائنات التي تسرق أحلام المغاربة، من خلال السطو على مؤسساته بطرق تدليسية.