يعد خواكين جوزمان ، بلا منازع أخطر رجل في العالم حاليًا، ورغم قصر قامته وضعف هيئته، فهو الرجل الذي تقف جميع الأجهزة الأمنية والمخابراتية في معظم الدول الكبرى بالعالم عاجزة أمامه، حتى أنه في كل مرة يتم اعتقاله، يتمكن بسهولة من الهرب من داخل أكثر السجون حراسة، حكايته تشبه كثيرًا الأفلام البوليسية، لدرجة أن قصة حياته ومغامراته مع الأجهزة الأمنية سيتم قريبا تحويلها لفيلم سينمائي. الاتحاد الاشتراكي تنشر جزء من سيرة هذا الرجل الذي انطلق كبائع للفاكهة في قريته قبل أن ينتقل إلى العمل في مزارع الماريخوانا وكافة الزراعات التي تصنع منها أنواع متعددة من المخدرات ليتربع لأكثر من عشرين سنة على عرش امبراطورية المخدرات على الصعيد العالمي لم يخطر على بال المسؤولين المكسيكيين أن يعاود خواكين «إل تشابو» غوزمان لويرا الهرب من سجن مشدد الحراسة يقع في بلدية ألمولايا دي خواريز في ولاية مكسيكو. لكن عملية الفرار هاته تثير لحد الساعة الكثير من عمليات الاستفهام والدهشة حيال الطريقة التي تمت بها، والتي تضاهي في كثير من تفاصيلها ما يحدث في أفلام هوليود، وذلك على الرغم من الحراسة المشددة المفروضة على السجن. وقد لجأ إل تشابوغوزمان لويرا إلى الهرب عبر نفق يبلغ طوله ألف و500 متر يربط منطقة استحمام بزنزانته بمبنى خارج أسوار السجن. وتزكي قصة الفرار هذه الأسطورة التي خلدها خواكين «إل تشابو» غوزمان في الأساطير الشعبية للمكسيك والدول المجاورة لها، باعتباره الأقوى في رشوة أي شخص وقدرته على الهرب من قبضة الأمن، حيث كانت المعلومة تصل إليه كلما تعلق الأمر بعملية لاعتقاله، باستثناء الأخيرة التي قادت إلى القبض عليه للمرة الأولى منذ فراره من السجن عام 2001. وكان تاجر المخدرات المكسيكي «إل تشابو» يعد من قبل لجنة مكافحة الجرائم في شيكاغو العدو الأول للمدينة، علما أن هذا اللقب لم يمنح لأحد منذ العام 1930 عندما كان آل كابوني يثير الرعب في نفوس سكان المدينة خلال فترة حظر الكحول. وأعلنت السلطات المكسيكية عن فرار خواكين غوزمان لويرا بعد أن رصدت أنظمة كاميرات المراقبة بالسجن اختفاءه عن الأنظار، مطلقة على الفور حالة من التأهب وعملية لتحديد مكانه في المنطقة وفي طرقات الولايات القريبة. إثر ذلكن قامت السلطات بتعليق الرحلات في مطار تولوكا القريب في محاولة لتعقب زعيم كارتل (سينالوا). وقد فتح مكتب المدعي العام للجمهورية تحقيقات مع 18 شخصا بشأن فرار إل تشابو ومع الموظفين الذين كانوا في العمل وقت هروبه من السجن ، حسب المسؤول رقم واحد في الامن المكسيكي مونتي اليخاندرو روبيدو غارسيا خلال مؤتمر صحفي من داخل السجن . وأوضح المسؤول الاتحادي أنه انتقل إلى سجن ألتيبلانو الفدرالي بمعية نائب المدعي المكلف بالتحقيقات في الجريمة المنظمة فيليبي دي خيسوس مونيوز من أجل الإشراف على التحقيقات التي يقوم بها مكتب المدعي العام الفدرالي. يذكر أن الجميع اندهش من كون المطلوب الأول في المكسيك وزعيم تجارة المخدرات، «إل تشابو» – وتعني القصير كان يعيش في مجرد شقة صغيرة ببرج في منتجع بلدة مازاتلان الساحلية، إلا أنه ذات المكان الذي اعتقل فيه أخطر المطلوبين لدى السلطات المكسيكية والأمريكية بعد عملية مطاردة ماراثونية ومثيرة استمرت طيلة 13 عاما كانت محط أنظار وسائل الإعلام الدولية. حينَ بدأت عملية المُطاردة، توَّجهت مجموعة من قوات المارينز المكسيكية إلى داخل الفندق بينما كان غوزمان يقف في الباحة . وفي غضون دقائق، جاءت رسالة مُشفرة عبر جهاز الراديو، الى رئيس الفرقة الخاصة كُتب فيها: 7-7-7 confirmado حيث كان إل تشابو يجثو على ركبتيه، مرتدياً قميصاً مُتَّسخاً، ومُحاطاً بالجنود الذين قبضوا عليه. في موقف السيارات في الطابق السفلي بالفندق وبدا رئيس الفريق منتشيا يردد أمامه: "ها هو أنت"، مُشيراً إلى غوزمان، الذي سيتمكَّن بعدها وفي غضون عامٍ من الهروب من السجن مُجدداً. يتبع