تتواجد طبيبة مختصة في طب الاطفال بمستشفى محمد الخامس بالحي المحمدي بالدار البيضاء، رهن المتابعة الطبية بمستشفى سيدي مومن بعد تأكد إصابتها بفيروس “كوفيد 19″، الأمر الذي شكل صدمة للطبيبة وأسرتها، والمهنيين بنفس المستشفى الذي تشتغل فيه. الطبيبة لم تصب بالعدوى لأنها كانت خارج أرض الوطن، ولا أثناء مزاولتها لمهامها وعملها في المستشفى، بل أصيبت بفيروس كورونا المستجد وهي في منزلها، ففي لحظة إنسانية تضامنية صرفة، تسلل الفيروس إلى شقتها وانزوى مختبئا في أحد أركانها، متربصا بمن يوجدون في الداخل، منتظرا لحظة سهو طبيعية، الى أن تمكن من الانتقال الى جسمها وإلى غيرها. الطبيبة المريضة، وفقا لما توصلت إليه “الاتحاد الإشتراكي”، فتحت شقتها لاستقبال المعزين، على إثر وفاة أحد الجيران، وبما أن الأعراف الاجتماعية وأخلاق الجوار، تفرض فتح أبواب الشقق المجاورة والاستعانة بها في استقبال كل المتواجدين من أجل تقديم العزاء، فقد كانت وفية لنفس الطقس الأخلاقي، وشرّعت باب شقتها للتخفيف من ضغط الوقع والإقبال على جيرانها المكلومين، ولم تكن تعتقد أن من بين المعزين من يمكنه أن ينقل إليها الفيروس. أصيبت الطبيبة بالمرض، وشكلت إصابتها صدمة لها، خوفا على فلذة كبدها، وباقي أفراد أسرتها، وعلى زملائها طبيبات وأطباء، ممرضات وممرضين، إداريات واداريين، يمكن أن تكون تواصلت معهم إنسانيا ومهنيا خلال الفترة السابقة، وهي بسبب ذلك تعاني، ليس فقط في مواجهة المرض، وانما تعاني أزمة ضمير صحو، ضمير حي، يعرف معنى الفيروس ويخشى على المصابين به من التداعيات.