منذ فترة يعيش الدولي المغربي أمين حارث فترة ذهبية مع فريقه شالكة، حتى بات صمام الفوز بالنسبة للفريق الأزرق. قمة توهج حارث هذا الموسم كان حين ساهم اللاعب، البالغ من العمر 22 عاما، في الفوز الثقيل لشالكة على بادربورن (5 – 1) ضمن منافسات المرحلة الرابعة للدوري الألماني، بإحرازه هدفين ساحرين. وبعد ذلك قاد شالكة إلى تحقيق فوز ثمين على ماينز، بعد أن كان التعادل سيد الموقف (1 – 1) مسجلا هدف التقدم في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة. هذا التوهج انتبه له الجميع، حتى نادي برشلونة الإسباني. فقد كشف موقع «سبورت» الإسباني لكرة القدم يوم الاثنين (21 أكتوبر الجاري)، أن مسؤولين عن النادي الكاتالوني حضروا لمشاهدة مباراة شالكه يوم الأحد، والتي حلّ فيها الفريق ضيفا على هوفنهايم. لكن ولسوء حظ أمين حارث ورفاقه انتهت المباراة بفوز أصحاب الأرض بهدفين نظيفين. لكن يبقى بالنسبة لحارث، أن اهتمام برشلونة به مجددا تأكيد على أنه في الطريق الصحيح، وسبق لبرشلونة أن أدخل الدولي المغربي إلى راداره حين كان الأول يحمل قميص نانت الفرنسي، الذي كان بوابة الدولي المغربي للانتقال إلى عالم الاحتراف، ومنه أيضا انتقل إلى شالكه الألماني في صيف 2017 مقابل 8 مليون يورو. الملفت أن حارث ومنذ انتقاله إلى البوندسليغا عاش ما يكفيه من التناقضات، ففي موسمه الأول مع شالكه فاز بلقب «روكي الموسم»، الذي يمنحه مدربو وخبراء البوندسليغا لأكثر المواهب تألقا في الدوري الألماني. بعد ذلك وبسبب ظروف متعددة منها الإصابة من جهة وسلوكه غير المنضبط بات حارث يواجه مشاكل على المستطيل الأخضر وخارجه. إلى أن انتهى الأمر بأن كشفت تقارير إعلامية عدة عدم رغبة اللاعب في مواصلة حصص تعلم اللغة الألمانية، في ظل رغبة النادي آنذاك للتخلص منه. لكن كل هذا تبخر هذا الموسم، والفضل يعود بالأساس لشخص واحد وهو المدرب دافيد فاغنر. فالرجل اعتمد خطة خاصة مع حارث، أراد عبرها إرجاعه إلى سحره واستخراج أفضل ما في جعبته. وكان فاغنر قد تحدث في فترة التحضيرات لموقع شبورت بيلد الألماني موضحاً: «لقد أخبرته (حارث) عن تصوري، وأخبرني عن تصوره. ووصلنا إلى خلاصة مفادها أننا سنعمل معا ونجلس عند نهاية مرحلة التحضيرات». وأضاف: «هذه المحادثة الثنائية توقفت الآن لأن الأمور أصبحت واضحة». وبالفعل قام حارث بما كان مطلوبا منه ب»التصرف كرياضي» كما جاء على لسان فاغنر، تماما كما تعهد شالكه بمنح الثقة للاعب خط الوسط ودعمه في مشواره. وإن استمرت الأمور على هذا المنوال فإن شالكه وحارث سيخرجان فائزين على قدر سواء، وقد يعود خيار بيعه على طاولة النادي قبل انتهاء عقده في صيف 2021، لكن وبكل تأكيد بشروط تختلف تماما عما كان عليه الأمر قبل أشهر.